المدينة الإسلاميّة، المدينة في الإسلام: إشكاليّات المصطلح، المضمون والسّمات
##plugins.themes.bootstrap3.article.main##
##plugins.themes.bootstrap3.article.sidebar##
Abstract
رافق امتداد الحضارة العربيّة الإسلاميّة الزمنيّ والجغرافيّ وشمولها لبيئات وثقافات مجتمعيّة متعدّدة ومتغيّرة تحوّلات في الأنظمة السياسيّة والإداريّة وخلق هذا الامتداد موروثًا غنيًّا، وأصبح هذا الموروث يشكّل في بعض الأحيان عائقًا أمام المعاصرة، إنتاج الحاضر واستشراف المستقبل. يرتبط جزء من هذه المعيقات بإعادة فهم وتعريف المصطلح ليعبّر عن مضامين قيميّة وظرفيّة وسمات النسيج الفيزيائيّ، الاجتماعيّ، الثقافيّ والبيئيّ. وفي سياق بحثنا؛ هذه المعيقات متعلّقة بالمدينة، حيث يحاول بعض الباحثين التركيز على التخصيص بإطلاق مصطلح "المدينة الإسلاميّة" والعودة إلى الأصول وإعادة ملاءمتها للواقع والمستقبل، ويحاول آخرون الاستفادة من السمات الرئيسيّة للمدينة الّتي نشأت أو تطوّرت في حالات الحضور العربيّ الإسلاميّ، متقدّمين لإنتاج مصطلحات جديدة خارج التخصيص، ترتكز على الشكل والمضمون للمدينة العصريّة الّتي ما زال يعيش بها غالبيّة عربيّة ومسلمة ولكنّها أنتجت سمات مدينة عصريّة على أسس شكّلت مورفولوجيا حديثة متجاوزة الأركيؤلوجيا والجيولوجيا المركّزة أو المرتكزة على التراث كملزم لتشكيل الحاضر والمستقبل المدينيّ. نجد هذا التحدّي بين الأصالة والمعاصرة في النقاش الدائر حول تعريف مصطلح، مضمون وسمات المدينة الإسلاميّة والمدينة في الإسلام. تهدف هذه الورقة إلى إلقاء الضوء على هذا النقاش والوقوف على مسبّباته، كما نحاول تتبّع استخلاص إسقاطات هذا النقاش الفكريّ والتطبيقيّ خاصّة في حالة انتشار أنماط من المدن في الدول والمجتمعات الإسلاميّة المعاصرة والّتي يسعى بعضها إلى تأصيل المعاصرة في هذه المدن، مركّزين على محاولة الإجابة: هل من الممكن، وكيف؟ تعتمد الورقة على قراءة سرديّة نقديّة للأدبيّات الّتي تناولت التمدّن والمدن في العالم العربيّ والإسلاميّ، متناولين بعض حالات المدن الّتي ربّما تمثّل عيّنة لفهم إشكاليّة مصطلح، مضمون وسمات المدينة الإسلاميّة والمدينة في الإسلام.