نظرية "القابل والاستعداد" عند سيدنا الشيخ علي نور الدين اليشرطي
##plugins.themes.bootstrap3.article.main##
##plugins.themes.bootstrap3.article.sidebar##
الملخص
قد تكون نظرية (القابل والاستعداد) عُرفت في السابق بأسماء ومدلولات مختلفة، لكنها لم تتجلّ بشكلٍ متكاملٍ وواضحٍ إلا لدى عَلَمين من أعلام التصوف الإسلامي، هما الشيخ محيي الدين بن عربي، الذي ولد في مرسية بالأندلس عام 1164م، وأسّس الطريقة الأكبرية، قبل أن ينتقل إلى رحمة الله في دمشق، عام 1240م؛ وسيدي الشيخ علي نور الدين اليشرطي، رضي الله عنه، الذي ولد بعده بسبعة قرون، إذ ولد في بنزرت من أعمال تونس سنة 1208هـ /1794م، ثم ارتحل إلى بلاد الشام، حيث أسّس الطريقة الشاذلية اليشرطية، قبل انتقاله إلى رحمة الله في فلسطين، عام 1898م.
لذا، سيكون من مهمتي في هذه الدراسة التعريف بمعنى نظرية" القابل والاستعداد"، التي لم تأخذ حقّها من البحث، عند دارسي الفلسفة، والتصوف الإسلامي، مع أنها ارتبطت بشكل مباشر بالنظرة المعرفية الصوفية إلى الوجود. ثم سأتطرق إلى بحث جذورها الفلسفية والدينية، وتقصّي مظانّها لدى الفلاسفة اليونانيين، ومن بعدهم مفكري الإسلام وفلاسفته. إلى أن نأتي إلى تطوّر هذه النظرية لدى فلاسفة التصوف، وبخاصة الشيخ محيي الدين بن عربي، ومن تأثر بفكره.
ومن ثَم سيكون هدفي الرئيس في هذا البحث التعرّض لأبعاد هذه النظرية، لدى سيدي الشيخ علي نور الدين اليشرطي، رضي الله عنه؛ سواء الأبعاد الفلسفية، التي أثمرت لنا نظرية وجودية - معرفية تفسّر نظرية الخَلْق؛ أو الأبعاد الخُلُقية، التي تركت بصماتها على كثير من المفاهيم، كمفهومي الثواب والعقاب.