المكان، بين التوصيف الجغرافي والعقائدي: حوض البلدة القديمة في القدس نموذجا
##plugins.themes.bootstrap3.article.main##
##plugins.themes.bootstrap3.article.sidebar##
الملخص
يشكل الصراع على البلدة القديمة وحوضها البصري قلب الصراع بين العرب الفلسطينيون واليهود
اإلسرائيليون. هذا الصراع ينطلق من صياغةروايةاملقدس، حياكةاملصطلح وإنتاج املكان وامتالكه.
تتناول هذه املقالة كيفية إنتاج مصطلح الحوض "املقدس" مسمى ملنطقة الحوض البصري التي
تحيط بالبلدة القديمة. منح صفة ومسمى التقديس على منطقة محيط البلدة القديمة هو نتاج
لدوافع عقائدية من اجل السيطرة على الحيز الجيوسياس ي. يدعي املقال ان دولة إسرائيل واملؤسسات
اليهودية والصهيونية تطبق مصفوفة ضبط لتحقيق اهداف، استراتيجية وسياسات ديموغرافية،
حيزية، ملكية أراض ي وتخطيط حيزي ليؤمن السيطرة اإلسرائيلية على محيط البلدة القديمة في
القدس وتغيير مشهده. تهدف هذه الورقة املوجزة الى رصد كيفية تحويل تعريف املكان من مفهوم
جغرافي الى إيديولوجي ديني، من خالل عر ض ومناقشة حال الصراع الدائر على السيطرة على البلدة
القديمة والحوض البصري املحيط بها كجزء من تطبيق استراتيجية التغلغل وبسط مصفوفة
الضبط اإلسرائيلية عليه لتغيير واقعه الديموغرافي والجغرافي والتراثي. تعتمد الورقة في العرض
والتحليل على املنهج الوصفي النقدي املقارن، معتمدين على أبحاث سابقةأجريت ومخططات اعدت
ملنطقة الدراسة. تخلص الدراسة ان إنتاج املصطلح املعرف للمكان من جغرافي الى عقائدي، مترجم
لرواية تسعى الى هندسة الوعي وتؤسس ألخالقيات استخدام مصفوفة الضبط لتحقيق مشروع
الدولة املسيطرة. لذا ال بد من إنتاج وتبني مصطلحات شبه حياديه تترجم رواية، رؤية تشكل أساس لصياغة حيزاملدينة الحضري، لفتح افاق لتطويراملدينة وللوصول الى تسويات جيوسياسية تخفض
مستوى الصراع على املدينة والصدام بها.