قدسية املقابرونبش القبور ما بين مطرقة الحرمة وسندان السياسة

الملخص

هدفت الدراسة إلى تسليط الضوء على قدسية المقابر ونبش القبور ما بين مطرقة الحرمة وسندان السياسة خاصة في ظل تضارب الآراء من قبل الفقهاء من ناحية والباحثين والمختصين من ناحية أخرى حول حرمة نبش القبور وانتهاكها، وذلك عند الضرورة ومن أجل المصلحة العامة، وارتباط هذه الحرمة أو الانتهاك بالسياسة في الكثير من الأحيان، حيث أوضحت الدراسة أن هناك العديد من الادعاءات حول الممارسات الإسرائيلية بحق المقابر الفلسطينية الإسلامية وانتهاكها بصورة مستمرة، وهناك عدة ادعاءات بهذا الخصوص، وهو ما قامت هذه الدراسة في التطرق إليه. وقد استخدمت الدراسة المنهج الوصفي والتحليلي في توضيح موضوع نبش القبر قبل الإسلام وبعده، ومن ثم تحليل تلك المعلومات واستعراض الآراء التي قالت بحرمة النبش، وتغير هذه الآراء حسب الوضع المعاصر. كما استخدمت المنهج المقارن في مقارنة آراء الفقهاء في موضوع نبش القبور وقداسة المقابر، خاصة في العصور الحديثة وما جرى من اختلافات بين هذه العصور في هذا الموضوع، ومدى تأثير التحزبات السياسية على هذه الآراء.
وقد خلصت الدراسة إلى نتائج منها اتفاق الفقهاء في كافة المذاهب الأربعة على الحكم بتحريم نبش القبور، أو حتى فتح قبور الموتى والكشف عليهم، سواء كان ذلك بعد مدة قصيرة من دفنهم أو
بعد مدة طويلة، من غير سبب أو مصلحة أو ضرورة ملحة. كذلك ادعاء العديد من الباحثين قيام إسرائيل بنبش القبور وانتهاك حرمتها وتمحيص تلك الادعاءات.