فاطمة اليشرطيَّة: امرأة تسبق عصرها
##plugins.themes.bootstrap3.article.main##
##plugins.themes.bootstrap3.article.sidebar##
תקציר
قد نجحد السَّيدة فاطمة اليشرطيَّة حقَّها إذا عرَّفناها بأنَّها امرأة صوفيَّة، "قضت عمرها في العبادة والتَّأمل والصَّلاة"، فقط؛ فهي وإن اشتهرت بتصوُّفها، ونسبتها إلى والدها القطب الشَّيخ علي نور الدِّين اليشرطي (1794- 1899م) شيخ الطَّريقة الشَّاذليَّة اليشرطيَّة، إِلَّا أَنَّنا نستطيع القول بثقة إنَّها نموذج المرأة الَّتي سبقت عصرها؛ إذ إنَّها من النِّساء القلائل اللَّواتي كسرن طوق الزَّمان والمكان، فامتدَّ أثرها، وذاع صيتها في الوطن العربي وخارجه؛ فقد عُرف عنها أنَّها امرأة امتازت بنشاطها ودورها الاجتماعي والثَّقافي الفاعل. فكتب عنها مؤرِّخون عرب وأجانب، وتداولوا كتبها وأفكارها، كما سنرى في ثنايا هٰذا المقال، الَّذي سأحاول من خلاله أن أرصد، في مكان واحد ولأوَّل مرَّة، كلَّ ما كتب عنها، حتَّى نلمَّ بشخصيَّتها، ونتعرَّف إلى دورها الَّذي أدَّته في محيطها الصُّوفي والفكري، ومحيطها الاجتماعي والإنساني. إضافة إلى أنَّني سأحاول في هٰذا المقال أن أحلِّل أبعاد تلك الشَّخصيَّة الفريدة، الَّتي تجاوزت كلَّ الظُّروف المحيطة بها، آنذاك، لتصنع عالمها الخاصَّ، بل وتسبق عصرها برؤيتها الإنسانيَّة الشَّاملة والصُّوفيَّة الثَّاقبة.