تجلي المدينة في الثياب الشعبية الفلسطينية

الملخص

يتمحوّر هذا البحث حول فن ماديّ من فنون التراث الشعبي في المدن الفلسطينية المعاصرة، وذلك لما للتراث الشعبي من أهمية في دراسة جانب معين من الثقافة الشعبية الفلسطينية على حقيقتها، لأن التراث يتضمن مجموعة من الثقافة المادية، فنون الأداء الشعبي، العادات والتقاليد والمعارف الشعبية والفنون الشفاهية الأدبية التي عبّر الفلسطيني بواسطتها عن أحاسيسه رغباته وتجاربه، وجعلها هاديا في تنظيم أموره الحياتيّة والاجتماعيّة. وتعتبر هذه العناصر والمركبات الهُوِية المميزة للشعب الفلسطيني بصفتها تشكل الوجدان الحضاري والقومي له.

انطلاقا من أهمية الثقافة المادية للتراث الشعبي؛ تشتمل الدراسة فصلين. الفصل الأول يتخصص في منظومة فرعية من منظومات التراث المادية ألا وهي الثياب الشعبية النسائية الفلسطينية، التي تنماز بسمات ووظائف متعددة، والتي اُكتسبت بتأثير عدد كبير من العوامل، مثل التوافق مع البيئة، والعامل الاقتصادي، والثقافي، والفكري والاجتماعي. وهذه العوامل متفاوتة في تأثيرها على الملابس في المناطق أو البيئات أو الفترات التاريخية المختلفة. ومن أهم الوظائف التي اتسمت بها الثياب الشعبية النسائية هي الوظيفة الجمالية المتمثلة بفن "التطريز" أو الزخرفة، التي تصمّمها الجماعة الشعبية وتحرص على نقلها من جيل لآخر، ومن خلالها يمكن الاستدلال ومعرفة البلدة التي تنتمي إليها. أمّا الفصل الثاني فيتمحور في الكشف عن الوحدات الزخرفية الموروثة على الثياب الشعبية الفلسطينية وبيان الدلالات الرمزية التي تحملها.

اعتمادا على النمط التراثي المختار فن الزخرفة (المنسوجة على الثياب الشعبية النسائية) سيحاول البحث الوقوف على دلالات ورموز المدينة الفلسطينية، وكيفية تجليها وانعكاسها من خلال الإجابة عن التساؤلات الآتية:

-  بماذا تمتاز الثياب الشعبية النسائية في المدن الفلسطينية، وما هي العوامل والمؤثرات التي ساهمت في إنشاء هذه الميزات؟

-  ما الوحدات الزخرفية الموروثة على الثياب الشعبية النسائية الفلسطينية التابعة لمدن فلسطينية معاصرة؟

-  ما هي "الموتيفات" والدلالات الرمزية التي تحملها الزخارف الموروثة على الثياب الشعبية النسائية الفلسطينية؟