خارج مدار لذات للشاعرة سلمى جبران : دراسة تحليلية
##plugins.themes.bootstrap3.article.main##
##plugins.themes.bootstrap3.article.sidebar##
الملخص
يهدف هذا البحث إلى دراسة ديوان "خارج مدار الذات"، للشاعرة سلمى جبران، دراسة
تحليليّة أسلوبيّة. التزمت الشاعرة بنمط القصيدة الغنائيّة ذات الصوت الواحد، ورغم
نعومة المفردات ذات الطابع الرومانتيكيّ، ورهافة حسِّها، وكثافة دلالاتها، إلا أنّها بدت
مسكونة بالتضادّ الداخليّ، والصراع بين زمنين: الماضي بحمولاته المرهِقة، والحاضر
المفعم بالعزيمة والأمل التمّوزيّ. واللافت للانتباه أنَّها حاولت الانقلاب على
رومانتيكيّتها السابقة، واستحداث مدارات جديدة خارج ذاتها، وقد ساعدها على هذه
النّقلة خبرتها الحياتيّة، واعتمادها على ثقافتها الشخصيّة والدينيّة، وفيض يراعها. ومن
ناحية البناء الموسيقيّ فقد عمدت إلى المحافظة على وحدة التفعيلة، مع خلق تراتبيّة
موسيقيّة خاصّة، وتشكيلات بصريّة هندسيّة جديدة، تتساوق مع الاتجاه العام لمضمون
القصائد، والحالة الجديدة التي تمرّ بها، ولا يجوز أن نغمط الشاعرة حقّها بحصر
قصائدها كلّها ضمن إطار الغنائيّة المنفردة، فقد وردت عندها قصائد ذات حسّ دراميّ
تصويريّ. ومن حيث الموضوعات فقد التزمت بالتعبير عن حبّها للوطن والالتزام
بقضاياه، بل يصلح الزعم أنّها توحّدت معه، فصار ذاتها، يحسّ بها وتحسّ به، وعلى
المنوال نفسه سارت في الدفاع عن قضية المرأة والتصدّي إلى ثقافة العيب، وإظهار ما
تعانيه المرأة من تعب الأمومة، وهضم حقوقها، لكنّها بدت أكثر صلابة، وأجرأ في
موقفها، وذلك رغم جماليّة تصوير المشاهد، والحسّ المرهف.