التّعذيب في رواية "المسكوبيّة: فصول من سيرة العذاب" لأسامة العيسة، دراسة تحليليّة
##plugins.themes.bootstrap3.article.main##
##plugins.themes.bootstrap3.article.sidebar##
الملخص
كثير من المعتقلين الفلسطينيّين كتبوا عن التّعذيب الذي ذاقوه ألوانًا في سجون الاحتلال الإسرائيليّ؛ وقد سجّلوا ذلك شعرًا ونثرًا، ومن أهمّ ما كتب في ذلك، ما كتبه الكاتب أسامة العيسة في روايته "المسكوبيّة: فصول من سيرة العذاب".
ما دفعنا لاختيار هذه الرّواية هو عنوانها الرئيس "المسكوبيّة"، ثمّ عنوانها الفرعيّ، وهو: "فصول من سيرة العذاب"؛ فالعنوان الأوّل ذو إيحاءات دلاليّة كثيرة لدى الغالبيّة العظمى من أبناء الشّعب الفلسطينيّ؛ إذ ما أن يسمع المواطن باسم "المسكوبيّة" حتّى يتبادر إلى ذهنه الصّفة المرافقة وهي "المسلخ"، فالمسكوبيّة لها معنى رديف في العقل الباطنيّ للفلسطينيين وهو المسلخ، أي مَنْ يدخلها، يتعرّض لعمليّة سلخ جلده عن عظمه، مع ما يُصاحب عملية السّلخ من ألم لا يُماثله ألم؛ فقديمًا، كان سلخ الجلد من أشدّ أنواع التّعذيب، ولا يُمارسه إلّا أكثر الحكّام ظُلمًا، ومنهم المدعو معدّ بن منصور، المُلقب بالمعزّ لدين الله العبيديّ، وقائده جوهر الصقليّ، الذي اعتقل العالم المسلم محمد بن أحمد الرّمليّ، المعروف بابن النّابلسيّ سنة (363 ه/973م)، وشهّره في اليوم الأوّل، ثمّ عذّبه في الثاني، ثمّ في اليوم الثالث أمر جزّارًا يهوديًّا بسلخ جلده وهو حيّ، ثمّ حشاه تبنًا.
في هذا البحث سنُعرّف بالكاتب، وروايته، ثمّ نتناول أهم أنواع التّعذيب الرئيسة، والفرعيّة التي سردها أسامة العيسة في روايته، وبالتفصيل الذي يعرفه كثير من الفلسطينيّين الّذين اعتقلوا في المسكوبيّة أو غيرها من سجون الاحتلال، وأهمها: التّعذيب الجسديّ، والتّعذيب النّفسيّ، والتّعذيب بالشّبح، والتّعذيب بالماء، كما سنتناول بعض الآثار النّفسيّة الّتي تتركها وسائل التّعذيب على المعتقلين.
وقد خلصنا إلى نتيجة مهمّة هي: أنّ الوسيلة الأهم في التغلب على أنواع التّعذيب المختلفة تكمن في الصّمود أمام المحقّق، الذي يجب أن ينظر إليه المناضل الفلسطينيّ المعتقل على أنّه موظّف يُدافع عن قضية خاسرة.