مفهوم الهيروتوبيا في شعر الأقلّيّة العربيّة الفلسطينيّة في إسرائيل
##plugins.themes.bootstrap3.article.main##
##plugins.themes.bootstrap3.article.sidebar##
الملخص
يعنى هذا البحث برصد مفهوم الهيتروتوبيا في شعر الأقلّيّة العربيّة الفلسطينيّة في إسرائيل بين السنوات 1993-2018. تعتبر الهيتروتوبيا واحدا من تنويعات الأمكنة التي يشير إليها الأدب. يقع الهيتروتوبيا خارج كل مكان، ويحمل في طيّاته مزايا المكان المثاليّ بالرغم من أنّه قد يشير إلى أماكن واقعيّة.
يكشف البحث عن تجلّي الهيتروتوبيا في شعر الأقلّيّة العربيّة الفلسطينيّة، وهو يحمل أبعادا واقعيّة. وفي المقابل، تغيب عن الهيتروتوبيا في هذه القصائد تجارب الغيريّة الإيجابيّة، وتجارب الاحتواء، وتقبّل الآخر، والعيش معه بسلام، التي يشير إليها أدب المكان العالميّ.
تنزاح عن الهيتروتوبيا مفهوم الأمكنة الجغرافيّة، إذ تأتي محملة بأبعاد ثيماتيّة فنيّة شعوريّة نفسيّة فكريّة ثقافيّة سياسيّة، إنسانيّة كونيّة ووجوديّة. كما يتعالق الهيتروتوبيا مع أبعاد الهويّة وإشكاليّاتها، ومع تجارب الذات الفرديّة والجمعيّة على مستوى الواقع والحلم. ومن هنا، يشكّل مفهوم المكان آليّة ديالكتيكيّة تساهم في تفسير الوجود الإنسانيّ للأقلّيّة العربيّة الفلسطينيّة في إسرائيل، ماضيا وحاضرا ومستقبلا.
يعنى هذا البحث برصد مفهوم الهيتروتوبيا كمكان في شعر الأقلّيّة العربيّة الفلسطينيّة في إسرائيل بين السنوات 1993-2018. يكشف البحث عن تجلّي الهيتروتوبيا في شعر الأقلّيّة العربيّة الفلسطينيّة، وهو يحمل أبعادًا واقعيّة، بينما يغيب عنه سمات المكان الهيتروتوبيّ التي يشير إليها الأدب العالميّ. يتمثّل المكان الهيتروتوبيّ في القصائد الشعريّة في عدّة صور، فهو السفينة والقطار وصالة الرقص والسينما والمخيّم. تشكّل السفينة المحطّمة والقطار التائه معادلين موضوعيّين للفلسطينيّ التائه في المنافي، ولعذاباته الوجوديّة والإنسانيّة فيها. كما يتجلّى القطار معادلًا موضوعيًّا لواقع الأقلّيّة العربيّة في إسرائيل حيث يخوض فيه أنا الشاعر تجارب مفاضلة الآخر عليه. يشكّل الهيتروتوبيا المتمثل بصالة العرض السينمائيّة والملهى الليليّ معادلا موضوعيًّا للحياة في العالم العربيّ. وتنزاح عن المخيّم دلالات الحماية والأمان ليحلّ محلّها دلالات الموت. ومن هنا تغيب عن الهيتروتوبيا في هذه القصائد تجارب الغيريّة الإيجابيّة، التي يشير إليها أدب المكان العالميّ. يقترن ذلك برأيي، مع الواقع الخارج نصيّ.
يأتي المعجم اللغويّ للأمكنة الهيتروتوبيّة عائما في الغالب؛ إذ تقع جميع هذه الأمكنة في كلّ مكان. كما تتجلّى هذه الأمكنة على الغالب، خالية من أسماء الأشجار التي تعتبر علامة دالّة على أمكنة الوطن، كأشجار الزيتون والبرتقال. ومن هنا يلاحظ تضاؤل أسلوب توظيف أسماء الأماكن أسماء الأشجار وهو الأسلوب الذي كان يعتبر واحدًا من أهم مميّزات بناء الأمكنة الشعريّة في قصيدة الأقلّيّة العربيّة الفلسطينيّة.
تنزاح عن الهيتروتوبيا مفهوم الأمكنة الجغرافيّة، إذ تأتي محمّلة بأبعاد ثيماتيّة فنيّة شعوريّة نفسيّة فكريّة ثقافيّة سياسيّة، إنسانيّة كونيّة ووجوديّة. كما يتعالق الهيتروتوبيا مع أبعاد الهويّة وإشكاليّاتها، ومع تجارب الذات الفرديّة والجمعيّة على مستوى الواقع والحلم.