الهُوِيَّات المتشظّية والاغتراب انتماءً في رواية «كوباني» أنموذجاً
##plugins.themes.bootstrap3.article.main##
##plugins.themes.bootstrap3.article.sidebar##
الملخص
قبل الخوض في تضاريس هذه الرّواية، واستكشاف بعض معالمها واستنطاق بعض ملامحها الدّالة على التشظّي في الهُويّة سنلخصّها بإيجاز([1]):
ينجحُ الرّوائيُّ جان دوست، من خلال راوٍ متخفٍ يقيم في ألمانيا في الاستحواذ على مملكة السَّرد، ويتحدّث في الرّواية عن زيارته لمدينته كوباني بعد وفاة أخيه خلو، وفيها تتكشّفُ عوالم الرّاوي مع الذّات وقوى سردية أخرى بموضوعاتها، ويرصد معالم المدينة المدمّرة كاملة، بعد اجتياحها من قبل «داعش»، حيث ذكرياته، مع عائلته، وملاعب طفولته، وتفاصيل حارته ومدينته.
النّصّ السّردي يخضع لمنطق الرّواية الفنيّة حتى وإن وجدنا فيها مؤشرات هنا وهناك توحي إلى شذرات من سيرته الشّخصية أثناء حديثه عن ماضيه مستخدماً الضّمير الأول «أنا»؛ وتكشف الرّواية حياةَ الشّاب حَمْزِراف، الذي يفرّ من مدينة «قارص والعزيز» في تركيا بعد ملاحقة الجيش التركي لأنصار شيخ سعيد بعد انتكاسة «ثورته 1925م» ضد تركيا، ويسكن كوباني مع بدايات تأسيسها، ثم ينجب ابنه "مُسلِم المهاجر" الذي يقود الأحداث مع أولاده السبعة: مصطفى، حَمِه، متين، لوند، باران، خديجة، روشن، حتى سقوط كوباني في 10 أكتوبر 2014م، وتحريرها في 25 يناير 2015م. يلتحق متين بثوار (PKK) في تركيا، ولوند بالبيشمركه في كردستان العراق، ومصطفى بالجيش اوري، وباران يلقى حتفه على يد داعش أثناء زيارته لمدينة الرقة، وحَمِه يعمل ثلاث سنوات في تونس، ثم يعود ليتزوج زوجة أخيه مصطفى بعد استشهاده في الجيش السوري، ويعيل أّسرته ثمّ يختفي أثناء دخول داعش المدينة، أما خديجة لم يتزوجها حبيبُها لرفض أهله لعائلتها، فتسافر مع ابنها وزوجها الجديد إلى أوربا. روشن الصغيرة تلتحق بقوات (YPG) بعد حصار داعش لمدينتها وتلقى حتفها على أيدي المسلحين.
الرّواية تبحث عن هواجس الكُرديّ في منطقةٍ تعجّ بالنّزاعات وترصدُ سعيه في البحث عن كينونة هُويّته في علاقتها باللغة والذّاكرة والتّاريخ والمكان.
[1] رواية «كوباني الفاجعة والربع» للكاتب السّوري جان دوست، طبعة خاصّة صادرة 2020 عن شركة سرسرة.