تمثّلات الطفولة في القصّة القصيرة الفلسطينيّة المحلّيّة: محمد نفّاع نموذجًا

الملخص

من الطبيعيّ أن تحتلّ شخصيّة الطفل مساحة شاسعة في النصوص الأدبيّة عامة، وعبر مستويات ثقافيّة مختلفة، ذلك أنّ الطفولة مرحلة إنسانيّة فارقة يتشاركها كل البشر. وقد حظي الطفل القرويّ الفلسطينيّ بمكانة متميّزة في القصّة المحلّيّة منذ 1948 حتى يومنا هذا، باعتبار القرية الفلسطينيّة أو الريف الفلسطينيّ مكان تواجد الأقلّيّة العربيّة الفلسطينيّة داخل إسرائيل بعد النكبة عام 1948. وقد رصد الأدب المحلّيّ صورة الطفل القرويّ من عدّة نواح، من أهمّها: علاقة الطفل بحياة القرية، علاقته بالتراث الشعبيّ الفلسطينيّ من عادات وتقاليد وطقوس، وألعاب وأغان؛ تأثير الاحتلال الإسرائيليّ على حياته؛ الأيديولوجيا وتعريف الهويّة. بالإضافة لهذا، يُشار إلى أن شخصيّة الطفل كانت أحد النماذج الإنسانيّة التي كشف الكتّاب عبرها عن السلطة بأنواعها: الاجتماعيّة والدينيّة والسياسيّة.
تُقرّ المصادر أن جيل الطفولة هو الجيل من الولادة وحتى سنّ الثانية عشرة، أي ما قبل البلوغ الجنسيّ . ويُقصد بصورة الطفل في النصّ الأدبيّ، مجموعة الخصائص الدلاليّة والجماليّة والفنّيّة التي يحقّقها وجود الطفل في النصّ. إنّ مفهوم تمثّلات الطفل أو الطفولة في النصّ الأدبيّ "يفترض تحويل "موادّ" الواقع إلى كائن ثقافيّ، وفي هذه الحالة كائن أدبيّ، بما في ذلك المفاهيم الأيديولوجيّة والجماليّة وعلاقات القوّة والأعراف" .
تعرض هذه المقالة أمثلة لتمثّلات الطفل في القصّة القصيرة الفلسطينيّة المحلّيّة، من خلال أدب الكاتب محمد نفّاع (1939-2021) ، أحد أبرز كتّاب القصّة القصيرة الفلسطينيّة المحلّيّة. ينتمي نفّاع إلى تيّار الواقعيّة التسجيليّة، وقد طَرَح كتّاب هذا التيار في قصصهم "الأجواء المحلّيّة والعادات القرويّة، في محاولة لتسجيل المناخ الفلسطينيّ، والتأريخ له بعاداته المادّيّة والروحيّة. كما وقفت هذه القصص على القضايا التي تواجه المجتمع المتغيّر في فترات انتقاله من مرحلة إلى أخرى، فرصدت الصراع بين الجيل القديم بما يحمله من موروث، وبين الجيل الجديد بما اكتسب من المدنيّة ".