لحظة الثائر و"المونتاج الشعريّ": قراءة في البنية الشعريّة لقصيدة أدونيس "هذا هو اسمي"
##plugins.themes.bootstrap3.article.main##
##plugins.themes.bootstrap3.article.sidebar##
الملخص
تقرأ هذه المقالة البنية الشعريّة لقصيدة الشاعر السوريّ أدونيس (ولد 1930) "هذا هو اسمي"، عبر النظر في توظيفه آليّة المونتاج السينمائيّة كأداة لتشكيل شعريّة النصّ.
تضيء القصيدة تجربة شخصيّة ثائرة على الواقع، تسعى إلى إحداث تغيير جذريّ في التعاطي مع العالم. لكنّ الكشف عن عالم هذه الشخصيّة الداخليّ وسلوكها في الواقع أوجب الشاعر بأن يتنقّل بين طبقات مختلفة من علاقة هذه الشخصيّة مع ذاتها ومع العالم. في هذه المقالة نرصد هذه الطبقات وأسلوب الشاعر في التنقّل بين عالم الشخصيّة الداخليّ وفعلها على أرض الواقع، والتشابك الذي يحدثه هذا التنقّل بين عنفيّة الثورة وإغوائها، بين قسوة الثائر الرافض النافر من كلّ نظام أجوف، وشفافيّةِ صلته الداخليّة الصميمة بحلم البعث والولادة الجديدة.
القصيدة الغنيّة على المستوى البصريّ (الطباعيّ) والإيقاعيّ السمْعيّ، توظّف المؤثّرات البصريّة والسمعيّة ضمن الصور الشعريّة التي تتلاحق على نحو قد يبدو عشوائيًّا مبعثرًا؛ لكنّه، كما نرى، محكوم بإرادة الشاعر تكوينَ نصّ شعريّ دراميّ مركّب من مقاطع متلاحقة تتّصل عمقيًّا، وقادر على رصد تفاصيل دقيقة في نفسيّة الثائر وحياته، التي هي مزيج من الإصرار الواعي على لَغم المنظومات المستقرّة والصلة الداخليّة العميقة بحلم الخصب والبعث الذي قد تعبّر عنه العلاقة الإيروتيكيّة المنعكسة في بعض المقاطع.