جماليّات المفارقة في رواية "سيّدات الحواسّ الخمس" للروائي: جلال برجس
##plugins.themes.bootstrap3.article.main##
##plugins.themes.bootstrap3.article.sidebar##
الملخص
التّعارض والتّباين يخلق الجدل، وكثيرًا ما يساهم في تصحيح المسارات بعد تلاقح الأفكار ومن ثمّ تكاملها، ومن هنا فقد كان الروائيّ جلال برجس واعيًا؛ إذ طرح جملةً من تناقضات العصر المتباينة مع أحلام الطفولة وطموحات الشباب، والمناقضة كذلك لطبيعة الحياة العربيّة وخصائص مستوياتها المتعارف عليها، وجاءت روايته الموسومة بـ"سيّدات الحواس الخمس" رائدةً في طريقة العرض متّكئةً على الأسلوب المفارقيّ، حيث صدرت في توقيتٍ مناسبٍ مع ما شهدته وما آلت إليه السَّاحة العربيّة _ فيما بعد_ من ظروفٍ قاسيةٍ متنوّعةٍ عل الصّعُد كافّة، هذه الظّروف التّي خلّفت اضّطرابًا حادًّا في الشّخصيّة العربيّة، وقد يكون متناقضًا ومتأزمًا في علاقتها مع الحياة الواقعيّة، وفي تعاملها مع الآخر كذلك، يقول:" كيف أنّ للأدب أن يكون ناطقًا رسميًّا باسم ما يعانيه الإنسان[1]"، وهكذا فقد كانت "المفارقة" السّمة الأسلوبيّة الواضحة والأنسب في معاينة الرواية والوقوف على جمالياتها.