شهريار في شعر نزار قبّاني: دراسة في أسلوبيّة الانزياح
##plugins.themes.bootstrap3.article.main##
##plugins.themes.bootstrap3.article.sidebar##
الملخص
تتمحوّر الدّراسة حول قضيّة "الانزياح" كأسلوبٍ سيميائيّ يشير إلى التّجربة الثّقافيّة الّتي اتّخذها الشّاعر نزار قبّاني في سبيل إظهار تجربته الفكريّة الّتي استهدفت في جوانب عديدة من شعره المرأة الّتي ظلمها المجتمع الذّكوريّ، والّذي أشارَ إليه قبّاني بالأيقونة "الشّهرياريّة" إلّا أنّه في عيّنات عديدة من دواوينه الشّعريّة، قدّم انزياحًا مزدوجًا لهذه الشّخصيّة الّتي ما إن ترد في الذّهن حتّى يخطر، من جهة، موضوع "قتلُ النّساء" لتتحوّل في شعر قبّاني إلى شخصيّة تدمع وتثير شفقة القارئ. لكن من جهة أخرى، يراها القارئ في كفّة والشّاعر في كفّة أخرى يرفض أن يتماهى معها حتّى يصدّها ويتّخذ موقفًا حازمًا منها.
وظّفت الدّراسة أسلوبي التّكرار والالتفات للارتباط المتوفّر بينهما. فالتّكرار هو تعدّد في الانتقال من ضمير إلى آخر. إضافةً إلى ذلك، تمّ التّطرّق إلى الصّورة الفنيّة الّتي وظّفها قبّاني، لدرجة أن قيل: "لو سقطت ورقة من نزار قبّاني في الأوتوبيس، وعليها كتابة غير موقّعة منه، لحملها أوّل راكب يلتقطها إلى منزله"[1]، في إشارة إلى خصوصيّة لغته الّتي جاءت نتيجة تراكم ثقافته التّراثيّة الّتي التقت بالحداثة الغربيّة، فأنتجت شاعرًا يملك خصوصيّة شعريّة يُعرف من خلالها، تتّخذ منه الدّراسات الأكاديميّة مادّة غنيّة للبحث في جوانب عدّة، وليس –كما يعتقد بعض الباحثين اليوم- أنّ قبّاني يستمتع به المراهقون فقط.