فضاء حنا مينة الروائي
##plugins.themes.bootstrap3.article.main##
##plugins.themes.bootstrap3.article.sidebar##
الملخص
تتناول هذه الدراسة فضاءات حنا مينة الروائية ومميزاتها والعلاقة الجدلية بينها وبين الشخصيات. وجدت الدراسة أن عالم حنا مينة الروائي واسع ومتشعب، بدءا من روايته الأولى المصابيح الزرق (1954) التي تناول فيها فضاء المدينة السورية في ظل الحرب العالمية الثانية، ثم امتد ليشمل فضاء البحر والغابة، فضلا عن فضاء الغربة. وعلى ذلك فقد تعددت الشخصيات الروائية لتشمل سكان المدن على اختلاف انتماءاتهم الطبقية، والبحارة على اختلاف مواقعهم ومراتبهم، وكذلك رأينا فضاء الغابة والدور الهام الذي تقوم به في تطهير النفس البشرية. أما فضاء غربة مينة فهو نوعان؛ الغربة في لبنان حيث الأهل والأصدقاء والناصحون، وحيث الفقر والتعب والكبت، والغربة في أوروبا الشرقية والصين حيث يلبس البطل كفوفا من حرير، لكن الحنين يبقى طاغيا في الحالتين لأنها غربة المواطن المبعد عن الوطن قسرا.
قام البحث بدراسة المميزات الفضائية من خلال الوصف لأن الفضاء لا يقوم بغيره. يصور مينة فضاءاته بدقة حتى تتحول إلى عامل دلالة، فهياج البحر وأنواؤه، على سبيل المثال، للدلالة على قوة البحّار الجسدية، وعلى روح التحدي، أما وصف المدينة وشوارعها وبيوتها ومأكل الناس وملبسهم فقد قارب التأريخ لنرى الفرق بين بيوت الفقراء والأغنياء، وبالتالي لفهم أسباب الصراع بين هاتين الطبقتين فوجدنا المدينة عبارة عن قرية من حيث العادات الاجتماعية ومدينة من حيث عدد السكان. أما المدينة في أوروبا وفي الصين فلكل منهما عالم وصورة، لكن المشترك أن العادات والتقاليد وأسلوب الحياة مناقضة لحياة الإنسان العربي السوري.
مهما يكن من أمر فإن فضاء رواية حنا مينة يتحرك بدوافع داخلية أيديولوجية تسعى إلى إبراز الفوارق الطبقية التي تدعو إلى تثوير ابن البلد ضد المحتل وتهييج الفقير ضد الغني وتثوير المظلوم ضد الظالم.