صورة بنات الماء في الكتب العربية
##plugins.themes.bootstrap3.article.main##
##plugins.themes.bootstrap3.article.sidebar##
الملخص
ما نستنتجه من التنوع في وصف بنات الماء في كتب الأخبار والتاريخ وغيرها لا يفهم إلا باعتباره متغيرات تخييلية لشيء إذا افترضنا وجوده في الواقع الطبيعي فهو خارج عن الوصف اللغوي، وفارغ من التحديد المعجمي. ومن ثم تصبح هذه الصورة، في مجملها، مطردة في كثير من المظاهر الثقافية، وهي غير مختلفة كثيرا عما رسمته الأساطير اليونانية بتوسعها الممتد في الخرافات الغربية عبر زمن طويل. فما يقابل بنات الماء من ناحية قرائن لغوية متعددة هو ما يعرف، تقريبا، باسم حورية البحر أو عروس البحر La sirène.
وما يلاحظ من خلال الأوصاف المختلفة التي ألحقتها كتب الأخبار وكتب السرد بـبنات الماء أمران اثنان:
يشير الأول إلى أن العنصر الثابت، بصفة عامة، في صورة بنات الماء هو التركيب بين مكونات بشرية وبين مكونات سمكية، وقد ساوق هذا التركيب المورفولوجي تركيب لغوي جمع بين دالين: مدلول أحدهما بشري والآخر بحري.
أما الثاني فيثير موضوع العلاقة الجنسية ببنات الماء، بشهادة أغلب النصوص، سواء كانت الشهادة صريحة أم غير صريحة. ومهما يكن من أمر التفاصيل الفرعية فإن ارتباط موضوع الجنس ببنات الماء يفرض زمرة من الأسئلة، إذ كيف تتأسس العلاقة الجنسية بين بنات الماء والإنسان، أو بين إنسان الماء وبنات حواء على ضوء المكونات الفزيولوجية المغايرة لكلا الجنسين؟ ومن ناحية أخرى ما هو موقع التوالد بين جنسين مختلفين في الثقافة العربية بصفة عامة والثقافة الشعبية بوجه خاص؟