آيات الربا: دراسة في المعاني الدلاليّة والبيانيّة
##plugins.themes.bootstrap3.article.main##
##plugins.themes.bootstrap3.article.sidebar##
الملخص
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإن القرآن الكريم كتاب الله المعجز، ورسالته الخالدة، وآيته الباقية، ودستور المسلمين الدائم، ثم هو تاج العربية الأعلى، ومثلها البياني الأسمى، ولما كان هذا القرآن العظيم قد نزل بلغة العرب، كان لا بد لمن يتصدى لتفسيره تفسيراً دقيقاً صحيحاً من الاعتماد على العربية وفهم أساليبها، والنفاذ إلى خصائص التعبير فيها.
والقرآن الكريم فوق حدود الزمان والمكان، فهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، لا يشبع منه العلماءُ، ولا يَخْلَقُ على كثرة الردّ، ولا تنقضي عجائبُه...
وفي ضوء هذه الحقيقة جاء هذا البحث محاولة جادة لترجمة تلك الخصائص بالبحث والتنقيب عن كنوز هذا الكتاب من خلال (آيات الربا) حيث وقفتني دقة ألفاظها، وفصاحة معانيها فأحببت أن أبين طرفاً من أسرارها التعبيرية ولمساتها البيانية، وما انطوت عليه كذلك من أحكام وقضايا كلية تحقق السعادة المنشودة للبشرية جمعاء، على أن ثمة أمراً - يضاف إلى ما تقدم- دفعني للكتابة في هذا الموضوع أن آيات الربا كانت من آخر ما نزل من القرآن الكريم على قول المحققين من أهل العلم([1])، وهذا يوقفنا على حكم كثيرة تتوق النفس إلى معرفتها لاختيار هذه الآيات لأن تكون خاتمة كتاب الله الخالد.