دور مؤسسات الدولة الإسلامية في الأنشطة المعمارية: الحسبة والمحتسب كنموذج
##plugins.themes.bootstrap3.article.main##
##plugins.themes.bootstrap3.article.sidebar##
الملخص
الهدف الأساسي لهذه الدراسة هو محاولة اكتشاف دور مؤسسات الدولة الإسلامية في الأنشطة المعمارية التي جرت في المدينة الإسلامية وذلك من خلال التعرف على المهام التي قامت بها مؤسسة الحسبة. لتحقيق هذا الهدف لا بد لنا أولاً من معرفة حقيقة مؤسسة الحسبة ودورها في مراقبة الحياة اليومية في المدينة الإسلامية. أهمية خاصة تعطى لنظرة الإسلام إلى البناء – الديني والدنيوي - باعتباره واحدًا من أبواب التبذير والإسراف التي على المسلم الحذر منها. من ثم لا بد لنا من معرفة دور المحتسب في مراقبة الأنشطة المعمارية التي تجري في المدينة. هنا لا بد من الأسئلة: هل يستطيع المحتسب مراقبة المشاريع المعمارية التي تقوم بها طبقة الخاصة في المجتمع الإسلامي؟ وإلى أي مدى يستطيع المحتسب التدخل في الأنشطة المعمارية التي تجري في أوساط الطبقات السفلى؟ ومن المهم التعرف على دور المحتسب في إنشاء الأبنية العامة وصيانتها كالمساجد والجسور والشوارع والأسواق وأسوار المدينة. وسيتضح لنا دور المحتسب في مراقبة المهن والحرف المتعلقة بمجال البناء بما في ذلك البنائين، وصنّاع مواد البناء كالجيّارين وصناع المسامير، والطوابين (صناع حجارة الطوب) وغيرهم. سيتضح لنا أن المحتسب كان عليه مراقبة كل ذوي الحرف المشاركين في عملية البناء وإلزامهم بالقيام بعملهم دون غش وخداع وذلك حفاظًا على أموال الناس وعلى سلامتهم في بيوتهم وفي المباني العامة.