Tayyib Saleh's Novel: 'Urs al-Zein/ The Wedding of Zein: The Wedding of Compromise between Traditionalism and Modernism
##plugins.themes.bootstrap3.article.main##
##plugins.themes.bootstrap3.article.sidebar##
الملخص
على الرغم من مرور ما يزيد على أربعة عقود من الزمن على نشر رواية ((عرس الزين))، فإنها ما تزال جديرة بأكثر من قراءة متأنية وسابرة. قراءة لا تكتفي بالمعنى وإنما تبحث عن معنى المعنى، لما قد تحتوي عليه في طياتها من جدة وطرافة، تُلمح للقارئ بأنها رواية ذات نص متوهج، يمكّنه من استقبال غير قراءة منتجة مضيئة.
رواية ((عرس الزين)) نقطة الانطلاق والبداية إلى الداخل؛ داخل الذات السودانية شوقاً إلى تحقيق المصالحة بين الأصالة بما حملت في أعطافها من موروث روحاني وثقافي، والمعاصرة بما حملت من انفتاح وتطوّر وحداثة.
وإذا كانت رواية ((عرس الزين)) تعدّ رحلة الانطلاق إلى الداخل، فإن رواية ((موسم الهجرة إلى الشمال)) تعدّ رحلة الانطلاق إلى الخارج؛ خارج الذات السودانية، لتصوير اللقاء مع الآخر المختلف، لقاء الحضارة الشرقية مع الحضارة الغربية، هناك في عقر دارها، ومن ثم العودة إلى أرض الوطن. ((عرس الزين)) كانت قد سبقت رواية أخرى إلى النشر، هي رواية ((موسم الهجرة إلى الشمال)) بهذا المعنى، أجاب الطيب صالح نفسه عن أحد الأسئلة التي وُجّهت له ذات مرة قائلاً: "ولكني بدأت ((الموسم)) من حيث أنتهي في ((عرس الزين))"!
يسعى الكاتب، في ما يبدو، إلى التوفيق بين أناس ما زالوا يرفعون شعار ((حاضر الماضي)) الذي يصعب عليهم الفكاك من إساره، وآخرين يرفعون شعار ((حاضر الحاضر))، إنها محاولة للتوفيق بين الأصالة والمعاصرة، وبالفعل، فقد نجح الكاتب في التوفيق بينهما أيما نجاح!