من صور التّنكيل بأرباب الوظائف الرّسميّة في القرون الوسطى نظرة في أغوار التّاريخ السّياسيّ الإسلاميّ
##plugins.themes.bootstrap3.article.main##
##plugins.themes.bootstrap3.article.sidebar##
الملخص
تتناول هذه المقالة نماذج لوسائل وطرائق القتل والتّنكيل بأبناء الطّبقة العليا الّذين كانوا يشغلون وظائف هامّة في رأس الهرم السّلطويّ في الدّول والدّويلات الإسلاميّة. وهؤلاء الذين تتناولهم هذه المقالة كانوا يشغلون مناصب إداريّة رفيعة، وخصوصًا مناصب الخليفة والوزير وقائد الجيش والكاتب. وقد أشارت مصادر التّاريخ والتّراث إلى الوسائل الّتي تمّ التّنكيل بهم بواسطتها.
ومن المعلوم أنّ الإسلام كدين داعٍ إلى التّسامح والسّلام لا يسمح بأيّ عدوان على سلامة المسلمين الجسديّة والمعنويّة، وكم بالحريّ إذا كنّا نتحدّث عن رأس الهرم في الدّولة الإسلاميّة: الخليفة وكبار أعوانه.
غير أنّ الواقع السّياسيّ – كما تصوّره لنا مؤلّفات التّاريخ والأخبار وأدب "الأدب"- يزخر بأحداث مزلزلة تجسّد أشكالاً للعنف ضدّ رموز الدّولة العليا وأعوانهم. ومن نافلة القول الإشارة إلى أنّ هذه الظّواهر من العنف تجاه الحكّام (بل وتجاه الرّعايا أيضًا) مألوفة لدى كثير من الحضارات البشريّة المختلفة، ولكنّ دراستنا هذه إنّما تهدف إلى تسليط بعض الضّوء على النّظام السّياسيّ في الحضارة الإسلاميّة في القرون الوسطى.