"مرايا الأمراء": الجنس الأدبيّ وطبيعة التّسمية
##plugins.themes.bootstrap3.article.main##
##plugins.themes.bootstrap3.article.sidebar##
الملخص
يعتبر أدب "مرايا الأمراء"، أو بصيغته المختصرة: "أدب المرايا"، من أبرز الأجناس الأدبيّة في التّراث العربيّ والإسلاميّ، حيث نجده منتشرًا من خلال عدد وافر من الإنتاجات "الأدبيّة" الّتي تحتوي على مواصفات هذا الّلون الأدبيّ[1]. ومن أبرز هذه المواصفات: تضمّنه للنّصيحة السّياسيّة والأخلاقيّة- العمليّة لطبقة الحكّام في الدّولة أو الإمارة الإسلاميّة، ونزوعه لتمجيد الحاكم المثاليّ مع محاولة لتجسيد هذه المثاليّة في شخص الحاكم[2]، ومحاولة الرّبط بين السّياسة العمليّة وتعاليم الإسلام من حيث إظهار المثاليّات السّياسيّة منسجمة مع شرع الله غاية الانسجام[3].
سنتناول في هذه المقالة موضوع "أدب المرايا" من حيث التّسمية، واقفين على طبيعة هذه التّسمية ومدى انتشارها عند كلّ من الأدباء والباحثين. وتسعى هذه المقالة من خلال ذلك إلى التّعرّض إلى أحد أعمدة الثّقافة في التّراث الأدبيّ، حيث اتّخذ المبدعون في إطار هذا "الأدب" من طبقة الحكّام – على تباين مراتبهم ودرجاتهم الإداريّة- عنوانًا يتوجّهون إليه بمعظم ثمرات جهودهم التّصنيفيّة لأغراض التّعليم والتّثقيف والتّسلية والإمتاع. فقد وُضعت معظم المصنّفات الأدبيّة من أجل حكّام كإهداء من المصنّفين وكتقرّب منهم إليهم. وكانت النّصيحة السّياسيّة والأخلاق التّعامليّة من أبرز القضايا الّتي استأثرت بجمهور المتلقّين – ونعني بهم الحكّام على اختلاف مراتبهم، كما مرّ بنا آنفًا-، حيث أبدوا اهتمامًا خاصًّا بهذه المادّة. ويروى في هذا السّياق أنّ الخليفة "المأمون" كان يأمر مؤدّب ابنه ووليّ عهده "الواثق" أن يعلّمه "عهد أردشير"، ويحفّظه "كليلة ودمنة"[4]، وهما مصنّفان في السّياسة والأخلاق.