الذّاكرة في الخطاب: الأنا والآخر ضمن الخطاب الإعلاميّ

##plugins.themes.bootstrap3.article.main##

##plugins.themes.bootstrap3.article.sidebar##

פורסם מאי 23, 2021
محمد الناصر صديقي

תקציר

ربَّما يكون الأمر غريبًا أن نتناول موضوع الآخر في الإسلام، وكيف وُظِّفت الذَّاكرة في الخطاب بين المكوِّنَين الأساسيَّين "السُّنة والشِّيعة" باعتبارهما (الأنا والآخر) حسب مرجعيَّات النَّصِّ العقديِّ لكلِّ فرقة، وهو أساسًا من إنتاج وصناعة لفيف من فقهاء وعلماء السَّلاطين بمرجعيَّاتهم المختلفة؛ فالخطُّ الأشعريُّ السُّنِّيُّ باعتباره "الأنا" تكلَّس في ذاكرته عن الآخر الشِّيعيِّ الرَّافضيِّ المجوسيِّ الصَّفويِّ الكثير جِدًّا من روح الكراهيَة الممزوجة بذٰلك الخلاف الأوَّل في الإسلام، وحتَّى سابق للإسلام بين بني عبد شمس وبني هاشم، وتواصل هٰذا الخلاف في الإسلام بين إجماع موالٍ لمعاوية سُمِّي بشيعة معاوية حسب الِمنقري في كتابه الموسوم "وقعة صفِّين"، وبين آخر حمل اسم شيعة علي. واستُحضرت هٰذِهِ الذَّاكرة بخطابها "المشيطِن" لكلِّ خصم، والأخطر أَنَّ هٰذا الصِّراع المتأجِّج في أدبيَّات الفرق والتَّاريخ ظلَّت ناره متَّقدة حتَّى عصرنا الحاضر؛ فكلَّما ادلهمَّت الأحداث عملت غرف عمليَّات الفتن على تأجيجها، وكأنَّنا نستحضر يوم السَّقيفة، ويوم الدَّار، والجمل، وصفِّين وكلَّ تلك الأحداث المخضَّبة بدماء الضَّحايا من كلا الطَّرفَين. خطاب الذَّاكرة على صناعة عدوٍّ، والأغرب أنَّ المؤسَّسات الصَّانعة للآخر المتخيَّل اجتهدت في استحضار هٰذِهِ الذَّاكرة والآخر في المتخيَّل. ففي الفترة الحديثة كلَّما تأزَّمت العلاقات بين النِّظامَين الإيراني والسُّعودي يعمل كلُّ طرف على توظيف الفضائيَّات بخطابها التَّصعيديِّ الإلغائي. فيصبح السُّنَّة عند الشِّيعة هم قتلَةَ الحسين والغادرين بأبيه والنَّاكثين لبيعته يوم غدير خُمّ، وأمَّا الطَّرف السُّنِّيُّ فيجعل من قضيَّة مقتل عثمان وشتم الصَّحابة وأمِّ المؤمنين قضيَّته الأساس، متناسين أنَّ أصل المشكلة سياسيٌّ ولا علاقة له بالمقدَّس الدِّينيِّ. وتوظيف الذَّاكرة في هٰذِهِ الأحداث والصِّراعات يزيد من إذكاء نار الفتن ويطيل العمر الافتراضيَّ للأزمات خاصَّة بعد أن تـأخذ بعدًا قدسيًّا، وَهٰذا الخطاب المدغدغ للمشاعر يجعل من العامَّة عبر وسائل الإعلام منحازة لأنظمتها ومتحالفة مع فقهاء السُّلطان بغضِّ النَّظر عن أصل المشكلة السِّياسيِّ، وهٰذه الحرب الإعلاميَّة كانت أرض سوريَّا مجالًا خصبًا ومرتعًا لها خاصَّة أنَّ مكوِّنات الشَّعب السُّوري طائفيَّة مركَّبة من سبع عشرة طائفة.

 وهٰذه الورقة بما تطرحه من مشكل توظيفيٍّ للمقدَّس الدِّينيِّ في خطاب الذَّاكرة عبر الإعلام الفضائيِّ بأمثلة تابعتها عبر عيِّنات شعبيَّة متابعة للفضائيَّات الدِّينيَّة والسِّياسيَّة (تونس، مصر، الجزائر، العراق، سوريَّا، ليبيا) وغيرها من القنوات والدُّول العربيَّة والإسلاميَّة سواء في البرامج الدِّينيَّة، أو السِّياسيَّة أو حتَّى التَّاريخيَّة في قناتَي "الكوثر" و"اقرأ".

فما هي أدوات وآليَّات عمل هٰذِهِ القنوات في توظيف خطاب الذَّاكرة في أتون الصِّراعات؟ وكيف أسهم الخطاب الإعلاميُّ في نشر ثقافة الكراهيَة وتبرير العنف الطَّائفيِّ؟ ما هي أبرز النَّتائج المنبثقة عن استمراريَّة توظيف وشيطنة الآخر المختلق عَبر هٰذا الخطاب؟

צורת ציטוט

صديقي م. ا. (2021). الذّاكرة في الخطاب: الأنا والآخر ضمن الخطاب الإعلاميّ. AL-Majma, (16), 345–387. אוחזר מתוך http://ojs.qsm.ac.il/index.php/majma/article/view/378

Downloads

Download data is not yet available.
Abstract 104 | pdf (العربية) Downloads 48

##plugins.themes.bootstrap3.article.details##

סעיף
Articles