الصورة الشعرية في اللوحة التشكيلية: رائد قطناني أنموذجا
##plugins.themes.bootstrap3.article.main##
##plugins.themes.bootstrap3.article.sidebar##
תקציר
قال الفيلسوف الإغريقي "سيمونيدس" عام 465 ق.م جملته الشهيرة: " الشعر رسم ناطق، والرسم شعر صامت"[1]، فهناك علاقة وثيقة بين الفن التشكيلي والقصيدة، وهذا ليس بالأمر الحديث فقد جُسّدت الملاحم الشعرية اليونانية بلوحات تشكيلية تعبر عن فحواها. فكلاهما يربطهما الخيال والإبداع والانزياح عن التعبير العادي، وقد أدرك أرسطو ماهية هذه العلاقة بين الشعر والرسم بوصفهما نوعا من أنواع المحاكاة، وقد يتخيّر الشاعر لفظًا بعينه والفنان شكلًا محددًا بدلًا من لفظ آخر وبدلًا من شكل آخر دون أن يدرك عقلهم الواعي السبب وراء اختيارهم فيحركهم المنطق اللا شعوري. وفي الشعر هناك تناغم في الإيقاع والموسيقى، وحتى في قصيدة النثر فهي تعوض الإيقاع بإيحاءات رمزية تشكيلية ككتابة الكلمة بأحرف منفردة، أو على أسطر مختلفة بحيث توزع الحروف بشكل أفقي أو عمودي، فالقصيدة رسم بالكلمات، أما اللوحة التشكيلية فهي رسم بالألوان، إضافة إلى ارتباطهما بالانفعالات الوجدانية المختلفة وبالخيال الجانح نحو اللا حدود، والخيال لدى" باشلار" أشبه بعملية دينامية منظمة للنفس البشرية ومنسقة للتصورات العقلية، فالخيال في جوهره هو فعل التصور بمحوريه الجذريين التصور الاستعاري والتصور التجاوري ونوع من التناسق الدينامي والتناسق الجدلي بين المعنى والرمز[2].
وفي قصائد كثيرة نجد إضافة فن الكولاج فضمنوا في قصائدهم لوحاتٍ وخطوطًا تشكيلية كما فعل أدونيس وغيره، واليوم يدخل الأدب الرقمي أيضا في مساهمته في وضع عناصر تشكيل بصري للقصيدة.