ملامح التقليد والتجديد لدى النحاة القدماء والمحدثين المنهج والتطبيق
##plugins.themes.bootstrap3.article.main##
##plugins.themes.bootstrap3.article.sidebar##
תקציר
ارتبطت نشأة النَّحو العربي بعوامل مختلفة كانت الباعث لتدوين قواعد محددة يُضبط بها الكلام. ولعلَّ أهمها هو الحفاظ على قدسية النص القرآنيّ من اللحْن، الذي بدأَ ينتشر بشكل لافت، لا سيّما إثر دخول الأعاجم في الإسلام، فرآه القدماء خطرًا يهدد كيان العربية من الحيد عن مسارها الفصيح الذي عرفته العرب. بيد أن الدرس النحوي أَخذ بالاستقلال تدريجيًا بعد أن كان يهدف إلى غرض واحد، فاتسعت موضوعاته وأغراضه.
أمّا النحاة المحدثون فقد انقسموا إلى فريقين كذلك، فريق يتشبث بالقواعد النحوية المتصلة بالعوامل، والقياس، والأصل، والفرع، والعلل، والإجماع، واستصحاب الحال، وغيرها من أدلة الأصوليين، خوفًا منهم على انهيار صرح العربية المتمثل بأصول النحو وقواعده، وفريق آخر ينادي إلى إصلاح النحو، حيث تأثر هؤلاء بعدة عوامل، أهمهما: ظهور آراء ابن مضاء القرطبي، والاطلاع على الدراسات اللغوية الحديثة في الغرب، والاستغلاق في الدرس النحوي، وتعقيد مباحثه وأبوابِه، ونفور الدارسين والناشئة منه؛ فثاروا على نظريات نحوية كثيرة، ودعوا إلى إلغاء العامل، والتقدير، والإعراب المحلي، والحركات الفرعية. من هؤلاء الباحثين: إبراهيم مصطفى، وتمام حسان، ومهدي المخزومي، وشوقي ضيف، ومحمد عيد، وأنيس فريحة.