محمد حسن علوان ورواية موت صغير: تجربة التصوف المستعادة محيي الدين ابن العربي ملهما
##plugins.themes.bootstrap3.article.main##
##plugins.themes.bootstrap3.article.sidebar##
الملخص
تعدّ رواية "موت صغير" للسّعودي محمّد حسن علوان صوفيّة بامتياز! أو قل توظّف
الصّوفيّة في العُمق وبامتياز! والمقولة الأخيرة هي التي أوقفتني عند هذه الرّواية
لنمحّصها! هل هي تجربة مُستعادة في التصوّف الإسلامي أم هي "أنطولوجيا" خاصّة
بالصّوفي محيي الدّين ابن العربي؟
لقد لجأ الرّوائي محمّد حسن علوان إلى إعادة كتابة السّيرة الذّاتية للصّوفي محيي الدّين
بن العربي؛ عبر خطاب روائي معاصر. وهذه الرّواية العربيّة الحداثيّة أشبه بروايات
التّراجم؛ أو بروايات الشخصيّات الفاعلة في التّاريخ، كسير الأنبياء والعلماء؛ وقد لاقت
هذه الرّواية رواجًا في العالم العربي والغربي؛ سيّما وأنّها حصلت على جائزة البوكر
للرّواية العربيّة عام 2017؛ وهذه الرّواية تسجّل تجربة هي الأكثر اختمارًا والأكثر
نضوجا على مستوى السّرد الرّوائي في توظيف الفكر الصّوفي.
تشكّل الرّواية في لغتها وخطابها وتوجّهها، نقلة نوعيّة على مستوى التّوظيف الصّوفي 2 ،
من حيث الزّخم الصّوفي؛ إذ تعدّ الرّواية الأكثر حضورًا على مستوى توظيف الفكر
الصّوفي من بين الرّوايات العربيّة كلّها.
تقدّم رواية موت صغير الموضوعة الصّوفية 3 المقرونة بحياة الصّوفي محيي الدّين ابن
العربي بطريقة مبسّطة جدًا، وبلغة – رغم توجّهها الصّوفي-إلاّ أنّه تحيل وخطابها
الرّوائي إلى الفكرة الصّوفيّة بأفق بسيط خال من التّعقيدات، وبعيدًا عن لبس
المصطلحات والأفكار الصّوفيّة أفكار محيي الدّين بن العربي خصوصًا.