الخطبة بين الشرع والعرف
محتوى المقالة الرئيسي
الشريط الجانبي للمقالة
الملخص
إن الإسلام دين الخلق والكرامة ، ودين الألفة والمحبة ، وقد أباح للخاطبين أن يتعرف كل منهما على صاحبه بما لا يجر الويلات ، ويحقق في الوقت نفسه لكل منهما ما يحبه في صاحبه من الصفات ، فأباح ذلك بالرؤية الكريمة ، والمحادثة المؤدبة ، والاجتماعات المهذبة في ظل من الأهل والأرحام . فلم ير الإسلام أن تظل المخطوبة في خدرها وألا يراها خاطبها إلا ليلة الزفاف ، ولم ير أن ترفع بالخطبة حواجز الحرمات ، وكان بهذا وذاك حداً وسطاً لا إفراط فيه ولا تفريط ، وبهذا فقد شرع الإسلام الخطبة بمفهومها الشرعي ، ألا وهو : التماس الخاطب النكاح من جهة المخطوبة ، وأباح له مع ذلك الجلوس معها بحضور أهلها مرة ومرات ، حتى يتم التعارف بينهما ويقيما حياتهما الزوجية على أساس من المعرفة والقناعة، دون التسرع في إتمام عقد النكاح أولا ً ، والذي قد يرتب عليه العاقدان في أيامنا هذه الكثير من الأمور التي يعتقدان بأنها مباحة شرعاً ، وأهمها الخلوة الصحيحة، مع أنها في الحقيقة سبب لإلحاق الضرر المادي والديني لكلا الطرفين في حال قرار فسخ العقد قبل الزواج الفعلي ، فقد يظلم الرجل المرأة بعدم إعطائها حقها كامل المهر في حالة الخلوة الصحيحة وقبل الدخول ، وقد ترتكب المرأة الحرام في حال عدم التزامها بالعدة بعد الخلوة الصحيح، كما أنها تخسر كامل مهرها ، والنفقة الواجبة لها في هذه الحالة .
لذا يجب أن يفهم الناس الخطبة كما شرعها الإسلام ، وبالحكمة التي شرعت لأجله ، وبهذا المفهوم يسلم الزوجان من نكسة المفاجأة ليلة الزفاف ، وتسلم المخطوبة من شر الإسراف في المخالطة .