بَوادِر الرّواية كسِلسلة من القصص العجائبيّة القصيرة في ألف ليلة وليلة: "حكاية الحمّال مع البنات" نموذجًا

##plugins.themes.bootstrap3.article.main##

##plugins.themes.bootstrap3.article.sidebar##

منشور أيلول 13, 2020
كلارا سروجي-شجراوي

الملخص

يهدف هذا البحث إلى إثبات وجود البذور الأولى لجانر الرّواية القصيرة المبنيّة على سلسلة قصص عجائبيّة في ألف ليلة وليلة، وذلك من خلال "حكاية الحمّال مع البنات"، التي تعدّدت فيها الشخصيّات والقصص والمواضيع تحت مظلّة الرّواية الأمّ، ومارست "الكتابة عبر النوعيّة" قبل أن تصير مصطلحًا أدبيّا له خصائصه وتشكّلاته في عصرنا. في هذه "الرّواية" تشكِّل كلُّ قصّة وحدة مستقلّة قائمة بذاتها، لكنّ جمالها الدّلالي يتضاعف حين تُقرأ على ضوء القصص الأخرى في المجموعة، فيحقِّق العمل فكرة "الكلّ الذي يحوي أكثر من مجموع أجزائه" كما في نظريّة الانبثاق (emergence) في الفلسفة وفي العلم.

تنتهك "رواية" الحمّال مع البنات أفقَ توقّعنا ابتداء من العنوان بعد أن نكتشف بأنّ الحمّال ليس شخصيّة رئيسة، بل وسيلة ربط بين العالم الخارجيّ العامّ (السّوق) والحيِّز الخاصّ (منزل البنات الفخم) والذي يتحوّل إلى مسرح للحكايات بعد انضمام ثلاثة صعاليك (قَلَندريّة) إليه، وحضور الخليفة هارون الرّشيد مع وزيره جعفر البرمكي وسيّافه مسرور بلباس تنكّري. كذلك يُنتَهَك المناخ العامّ بعد أن يتحوّل المشهد الكوميدي الإباحي إلى مشهد تراجيدي فيه ضرب ودموع وأوجاع جسديّة ونفسيّة.

تمامًا، مثل باقي حكايات ألف ليلة وليلة، تدخل الأشعار إلى صميم السّرد النثري لتثريه وتعمِّق من معانيه وتمنحه إيقاعًا جميلا متناسبًا مع المضمون، بمعنى أنّ الأشعار تقوم بدور الموسيقى المعبِّرة، كما هو الشأن في الدّراما والأفلام والمسلسلات.

تمسك هذه "الرّواية" بأنفاس القرّاء وتشدّهم إليها منذ الاستهلال، بفضل أسلوبها المشوِّق وتناسل القصص فيها بضمير المتكلّم، بينما جاء سرد شهرزاد بضمير الغائب ليربط بين الأجزاء. تقوم القصص على مبدأ الثنائيّات الضديّة والمقارنات، معتمدة على مواضيع لا زالت تناسب القرن الواحد والعشرين مثل حسد الأخوة، سفاح المحارم، الكفر والإيمان، الحُبّ، مؤسّسة الزواج، الانقلابات العسكريّة على السّلطة الحاكمة، وغير ذلك.

يمتزج الواقعيّ بالعجائبي والغرائبي في هذه "الرّواية"، ليس فقط من ناحية مشهديّة المكان، أو السِّحر، أو عالم الجنّ والعفاريت، والمسخ (تحوّل الكائن البشري إلى صورة حيوان)، بل بدخولها إلى

عالم اللاوعي عند الإنسان (قبل فرويد بقرون) بشكل مجازيّ وفنّيّ راقٍ. كذلك يتلاحم فيها الإيروس والثناتوس (الشّبق والموت) على امتداد الرّواية بأسلوب مُكثّف، يبدو سهلًا بسيطًا في ظاهره، لكنّه عميق ثريّ بالتناصّ والدّلالات الخفيّة.

من خلال مفهوم ﺳﯿﭽﻤﻮند فرويد (Sigmund Freud) عن الغرائبيّ (uncanny) ومفهوم الأدب الفانتاستيكي (fantastic) عند تزﭬﯿﺘﺎن تودوروف (Tzvetan Todorov) سنبيّن ملامح انصهار الواقعيّ بالعجائبيّ/الغرائبيّ في هذه الرّواية.

النتيجة التي يتوصّل إليها هذا البحث هي أنّ "حكاية الحمّال مع البنات" شاهدٌ على رواية الاغتراب الإنسانيّ بأشكاله المختلفة.

كيفية الاقتباس

سروجي-شجراوي ك. . (2020). بَوادِر الرّواية كسِلسلة من القصص العجائبيّة القصيرة في ألف ليلة وليلة: "حكاية الحمّال مع البنات" نموذجًا. مجلة المجمع, (15), 187–230. استرجع في من http://ojs.qsm.ac.il/index.php/majma/article/view/392

التنزيلات

بيانات التنزيل غير متوفرة بعد.
Abstract 42 | pdf Downloads 21

##plugins.themes.bootstrap3.article.details##

القسم
Articles