فعل التجريب في الرواية الفلسطينيّة المحليّة امرأة الرّسالة وأورافوار عكّا نموذجًا
##plugins.themes.bootstrap3.article.main##
##plugins.themes.bootstrap3.article.sidebar##
תקציר
نرتأي في دراستنا هذه، البحث في ظاهرة التجريب وآليّاتها وكيفيّة تجلّيها في النص الروائيّ الفلسطينيّ المحليّ تحديدًا، عبر معالجتنا لنموذجين روائييّن محلييّن: "امرأة الرّسالة" للأديبة رجاء بكريّة،[1] وأرفوار عكّا للكاتب علاء حليحل.[2]
لم تأت فكرة البحث هذه محض الصّدفة والارتجال؛ فالدّراسات والمقالات النقديّة المتتبعة لظاهرة التجريب في الأدب المحليّ شحيحة، وبالأخص الروايات الصادرة ما بعد الألفية الثانية. أما اختيارنا لهاتين الروايتين فهو أيضًا لم يكن اعتباطيّا، بل هو نتاج لما تبيّن لنا من أوجه تقارب عديدة بينهما مثل:
- صدور الروايتين في فترة زمنية متقاربة إلى حد ما، 2007 و2014، وهي فترة لم تحظ بعد بنقد جاد متتبع لمجريات المسار التجريبيّ فيها.
- أحدثت الروايتان ضجة إعلامية كبيرة، بين معارض وموافق. جاء ذلك لما يتخلل مضامينهما من كسر للتابوهات المحرّمة، وتجاوز لثقافة الخجل الكتابة، عبر إسهاب وصفيّ جنسيّ، قد يصل حدّ الفحش، وهذا قلما شهده أدب الأقليّة العربيّة الفلسطينيّة في الداخل.
- خضوع البناء الشكليّ والنسق السرديّ العام في الروايتين لضرب مما نسميه جوازًا "سرياليّة منظمة" وهذا ما سيتم تبيانه وتوضيحه في الجانب التطبيقيّ.
- تحكم الذاكرة فعل الكتابة في الروايتين وإليها يعود. فللذاكرة حضور مكثف فيهما، إذ تنطلق "امرأة الرسالة" عبر ذاكرة الذات الساردة، وتستمر بين تداعيات ماضية وحاضرة إلى أنْ تغلق الحدود الفاصلة بين الأزمنة وتهدمها لتحقق الهدف. أما "أورفوار عكّا" فانطلاقتها تاريخية بحته، يتكئ فيها الراوي على وقائع تاريخيّة حقيقيّة، ويغلّفها بين الحين والآخر بغلاف وصفيّ من نسيج خياله. وهي بكل الأحوال تستعرض تاريخ مدينة عكّا وحقبة أحمد باشا الجزار. ولا يتم هذا إلا عبر تجليّات وتداعيات، أو ما يُعرف برواية "تيّار الوعي".
فما هي آليّات التجريب؟ وكيف تمظهرت في رواية "امرأة الرسالة" ورواية "أورفوار عكّا"؟ وهل وُفّق الروائيّان في مسارهما الروائيّ التجريبيّ؟ هل أضافا تجديدًا لهذا المسار؟ عن هذه الأسئلة ستحاول أن تجيب السطور التالية عبر المقارنة بين بنية الروايتين الأسلوبيّة والمضمونيّة.