تدريس الدين الإسلامي في عصر العولمة: سياسة إعداد معلمي الدين الإسلامي في اسرائيل من وجهة نظر طاقم المحاضرين في عملية الاعداد
محتوى المقالة الرئيسي
الشريط الجانبي للمقالة
الملخص
كشفنا النقاب في هذه المقالة عن التوجه الإسلامي المعلن داخل الكلية الوحيدة التي تؤهل حصريا معلمي
الدين الإسلامي في إسرائيل. سعينا للإجابة في هذا المضمار عن التساؤل: "ما هو التوجه الإسلامي السائد
الذي يتم بموجبه إعداد معلمي الدين الإسلامي في إسرائيل؟". هل من الممكن ربط هذا التوجه الإسلامي مع
التصنيف الدارج في الأدبيات والذي يميز بين التوجه العلماني، التقليدي، الحديث/الليبرالي أو الأصولي أم أن
ثمة توجه إسلامي جديد لم تتعاط معه الأدبيات في هذا المضمار مسبقا ؟
وقد انسجمت هذه الدراسة الرائدة مع الخطاب المحلي والدولي الدارج حول تأثير التعددية الثقافية على
المجتمع من خلال التركيز على قضية إعداد المعلمين من الأقلية العربية داخل إسرائيل. إضافة إلى ذلك،
استندت هذه الدراسة الكيفية على منهجيه "تحليل الوثائق" من أجل تبيان السياسة محل البحث. ومن أهم
النتائج التي استقيناها من خلال تحليل كافه المستندات التي أتيح لنا الاطلاع عليها هي أن التوجه
الليبرالي/الحديث هو التوجه الإسلامي المعلن الذي يتم بموجبه إعداد معلمي الدين الإسلامي في "القاسمي:
الكلية الأكاديمية للتربية"، المؤسسة الوحيدة في إسرائيل لإعداد معلمي الدين الإسلامي. ولعل الانتقال من
"كليه شريعة" ترتكز حصريا على تدريس الشريعة الإسلامية إلى "كليه تربيه" تعتمد مجملا على تدريس
المواضيع الدنيوية لهو خير مؤشر على الانتقال من التوجه الإسلامي التقليدي إلى التوجه الليبرالي الحديث.
إجرائيا تبنت "القاسمي: الكلية الأكاديمية للتربية" في إعدادها لمعلمي الدين الإسلامي، الخطاب والممارسة
التعددية التي تعطي الشرعية لسرد روايات مختلفة، تتقبل المختلف والآخر، وتبحث جاهدة عن القواسم
المشتركة مع الفرقاء. تلك التعددية الثقافية تنسجم مع معتقدات ومصالح جماعه "طريقة القاسمي الخلوتية
الجامعة"، المؤسسة والراعية لـ"القاسمي: الكلية الأكاديمية للتربية"، والتي تتغنى بالنهج الليبرالي الحديث من
حيث الحد واقتصار ماهية الإسلام لعلاقة العبد بالخالق بمعزل عن قضايا الأمة الإسلامية على مستوياتها
وتشعباتها.