منهج الشك عند الغزالي وانعكاساته على التفكير
محتوى المقالة الرئيسي
الشريط الجانبي للمقالة
الملخص
هذا المقال يهدف إلى تحليل قضية الشك عند الغزالي وقراءتها بمنظور فلسفي جديد, كما يلقي الضوء على مسار العملية الشكية ومحطاتها المهمة. ونحاول البرهنة على أن الشك هو منهج في التفكير النقدي يهدف إلى الوصول إلى حقيقة الأشياء, وهو أسلوب بحث رافق الغزالي منذ بداية بحثه حتى نهاية حياته, وليس مجرد أزمة عابرة عصفت به في فترة محددة.
حاول الغزالي إعادة التفكير بالموروث المعرفي والعلوم المكتسبة بواسطة التقليد والحس والعقل. فهو يقوم بعملية مراجعة نقدية التي من شأنها أن تكشف الأخطاء في هذه العلوم وتأسيسها على علم يقيني, وهي عملية حفر في طبقات المعرفة المتراكمة, كي يصل إلى حقيقة الفطرة الأصلية وهي البداية اليقينية التي يؤسس عليها علومه ومعارفه
يقوم الغزالي بعملية إلغاء لكل شيء موجود, إلا أنه لم يستطع أن يلغي شيئا واحدا وهو التفكير لأنه لا يمكنه أن يشك بأنه يشك. ويبقى الغزالي مع التفكير لوحده, محاولا إرجاع الثقة بالعلوم العقلية أولا, لكن بدون جدوى. لأن شكه طال جميع العلوم الأولية أو البدهيات التي يمكن أن تشكل أساسا لعلوم أوسع.