الرؤية النقدية في الشعر الفلسطيني الحديث شعر عبد اللطيف عقل نموذجا

الملخص

تحمل كل تجربة إبداعية  في بنيتها رؤية نقدية لصاحبها؛ فالتعرف إلى رؤية الشاعر النقدية يكون باتجاهين؛ الأول استنطاق منجزه الشعري على مستويي الشكل والمضمون للوصول إلى مفهوم الشعر وسماته والقضايا التي يعبر عنها بحسب ما يجسده هذا المنجز ضمن الحركة الشعرية العامة التي ينتمي إليها الشاعر، سواء أعلن أم لم يعلن، أما الثاني فيكون بالوقوف على تلك القصائد التي يتبنى فيها الشاعر موقفًا معلنًا وظاهرًا من العملية الشعرية، وفي كل الأحوال فإن أعمال الشاعر ودواوينه هي تجسيد لرؤيته وتعبير عن اتجاه شعري ذي أبعاد نقدية وأيديولوجية لا تخصّه وحده؛ لأن كل شاعر في تجربته هو جزء من حركة شعرية تغذّت على أشعار السابقين ولم تنمُ في فراغ، وإنما نمت في محيط إبداعي، جعلت منها صوتا منسجما مع الخطاب الشعري العام.

       وعليه، فإن هذا البحث هو محاولة لاستنطاق دواوين عبد الطيف عقل الشعرية من أجل التعرف إلى رؤيته النقدية التي لا تعبّر عنه وحده إنما تنقل اتجاهًا شعريًا وخطابًا أيديولوجيًا تبناه كثير من الشعراء الفلسطينيين منذ النصف الثاني من القرن العشرين إلى مطلع النصف الأول من القرن الواحد والعشرين، وقد جاء البحث ينطلق من فرضية ترى في عقل نموذجًا معبّرًا عن الخطاب الأيديولوجي النقدي البارز في الحركة الشعرية التي تنتمي إلى المرحلة المذكورة، علما أن ظاهرة الشعراء النقاد هي من الظواهر التي تناولها النقد الأدبي على امتداد تاريخ الحركة الأدبية والنقدية العربية.