السموّ الصّوفي - من الإنسان الخامل إلى الإنسان الكامل مقاربة في الفلسفة الاجتماعية والتربوية للطريقة الشاذلية اليشرطية: الجزء الأول
##plugins.themes.bootstrap3.article.main##
##plugins.themes.bootstrap3.article.sidebar##
الملخص
يتناول الجزء الأول من هذه الدراسة بشكل مختصر، موقف الدين والتصوف من "الإنسان" دينيًا وصوفيًا من نظرتين: الأولى وجودية واقعية، باعتباره انتقل من سماء المعية إلى أرض الواقع والمعاناة، والثانية معرفية تنظر إلى الإنسان خليفة للخالق في الأرض، إذ علّمه الأسماء كلها.
وفي طريق الوصول إلى المحور الأساس في البحث، وهو العودة للارتقاء بالإنسان من أرض الإنسان الخامل إلى سماء الإنسان الكامل، يحاول الباحث أن يستنتج إن كان للتصوف الإسلامي منهج تربوي وتعليمي واضح وفاعل موحّد للقيام بهذه المهمة؛ فيرصد وجهات نظر شيوخ التصوف حول " الإنسان"، وسبل تربيته، وصولًا إلى أهم نظرية في الفكر الصوفي وهي نظرية "الإنسان الكامل".
ثمّ يعرض الباحث للحديث عن الطريقة الشاذلية اليشرطية نموذجًا، فيعرِّف بمؤسس الطريقة الشيخ علي نور الدين اليشرطي، وبطريقته التي تفرعت عن الطريقة الشاذلية الأم. ثمّ يعرض لرؤية الشيخ اليشرطي، التي يقسم فيها الكائن البشري إلى إنسان خامل/بطّال، وإنسان قابل، ثم يرتقي إلى إنسان فاعل، حتى يرتقي عتبات الإنسان الكامل.
ويختم الباحث الجزء الأول بتناول أركان الطريقة الشاذلية اليشرطية؛ فقد وضع الشيخ اليشرطيّ للوصول إلى هدف السمو الأخلاقي بالإنسان منهجًا تربويًّا يبدأ من أركان طريقته التي يمتّن ارتباطها بالإنسان، وتأسيسها لمنهجه التربوي القائم على المحبة أوّلًا، لتحديد الإطار الوجداني لها؛ والفكر ثانيًا، والذي يوفر الإطار المعرفي؛ ثم الذكر الذي يعكس الإطار التعبدي؛ وأخيرًا التسليم، لتوفير الإطار الغيبي (اللدني) للمنهج.