تحول بردايغم (النموذج): من خطاب الهويات إلى القيم والأخلاق لعبور الحدود Shifting Paradigm; From Discourse of Identities to Values and Morality for Cross Border of Identities
##plugins.themes.bootstrap3.article.main##
##plugins.themes.bootstrap3.article.sidebar##
الملخص
تشكيل الهوية الفردية والجمعية يتم من خلال وضع حدود بين الافراد والمجموعات لتحديد انتسابهم. هذه الحدود تُصاغ من اجل تعريف الذات وتحديد دوائر التشارك والتقاطع او الاختلاف مع المختلف/ الاخر. تصاغ هذه الحدود وتحدد في بعض الحالات من قبل الافراد من تحت، أي بواسطة مبادرة الفرد او من فوق، أي من قبل دوله/ حيز او جماعه يولد ويعيش بها الفرد مُكرها او راغبا. يدعي هذا المقال ان تشكيل الهويات متأثر بشكل أساسي من وضع وإنتاج وتحديد الحدود. حيث ان عملية تحديد الحدود تحدد من هو داخل هذه الحدود، تابع ومنتمي لهوية عرفيا ورسميا، ومن هو خارج الحدود، فهو ينتمي للآخر الذي له هويه صيغت لتفريقه وتحديد سماته. كما اننا ندعي ان حال العولمة والكونية المعاصرة شكلت أساس للتقدم نحو ذوبان الحدود الهوياتيه، او جعلت هذه الحدود أكثر نفاذا من ناحية، ومن ناحية أخرى ابرزت الحاجة الى حفظ الهويات المحلية الثقافية او/ والوطنية، ومعها قبول المَيل للتشارك القيمي والأخلاقي العابر للحدود. يبدا المقال بوضع اطارا معرفيا نقديا لجدلية تشكيل الهوية والحدود، ونتبعها بصياغة مرجعية موجزة لعلاقة القيم والأخلاق من منطلق مفاهيمي. بعد ذلك نضع إشكاليات تحديد الحدود وانتاجها لحال ومكانة المواطنين العرب الفلسطينيون وتعريفهم لهويتهم وتعقيدات هذا التعريف بموجب مرجعيات متعددة. ثم نقوم بعرض نقدي للتغيرات في تعريف الهوية الفردية والجمعية للعرب الفلسطينيين، عارضين ومحللين العوامل الداخلية والخارجية/ الذاتية والموضوعية التي اثرت على سيرورة التغيرات والتحولات التي شكلت معضلة الهوية مع تحديد الحدود الجيوسياسية. نتبعها طرح مفهوما لإعادة رسم الحدود بعد "هدم" الحدود القائمة لتحديد براديغم الهوية التقليدية، منطلقين نحو براديغم يركز على القيم والاخلاق في دوائر الانتماء والهوية من اجل تامين التعايش والمعايشة في حال جسر التناقضات الهوياتية، بما في ذلك لدى العرب الفلسطينيون في اسرائيل.