أدب الأطفال الإسلامي: النشأة، التطوّر والمضمون
محتوى المقالة الرئيسي
الشريط الجانبي للمقالة
الملخص
وفي الختام، استمدّ أدب الأطفال الإسلامي مقوّمات وجوده من التراث الديني الإسلامي. كما أثّر التراث العربيّ بشكل انتقائيّ في هذا الأدب.[1] ويلاحظ أنّ النصوص التي تحاكي الواقع المعاش في هذا الأدب مازالت قليلة ولا تفي الواقع حقه. ويقف من وراء تقديم أدب الأطفال الإسلامي نشر الدعوة الإسلامية وتعاليمها بين الأطفال في سن مبكر. والملاحظ أيضًا أنّ الاهتمام بأدب الأطفال الإسلامي هو جزء من ظاهرة عامّة في الأدب العربي، تجلّت بالاهتمام بأدب الطفل منذ النصف الثاني من القرن الماضي. لذا لم يكن من باب الصدفة أن يتزامن تطوّر أدب الأطفال الإسلامي مع تطور أدب الأطفال العربي في الفترة المذكورة.
ومن الجدير ذكره تعانق أدب الأطفال الإسلامي مع كل ما يلتقي مع التصور الإسلامي للوجود. فاستمدّ هذا الأدب موضوعاته من مرجعيّات دينيّة كالقرآن الكريم، التأريخ الإسلامي، حياة الرسول (ص) وصحابته فضلاً عن أعلام المسلمين. لذلك، كانت السمة البارزة في هذا الأدب هيمنة التأريخي والأيديولوجي عليه، مما أخضعه للوعظ والإرشاد،[2] وهذا أدى إلى إضعافه فنّيًا وأدبيًا بعض الشيء. إذ نجد أنّ كثيرًا من هذه الكتب لم تراع احتياجات الطفل وقدراته العقلية والعاطفية. وأهملت كثيرًا الإخراج الفني للكتاب الذي يلعب دورًا حاسمًا في كتاب الطفل. لكننا نجد بين هذه الإصدارات عددًا ضئيلاً من الكتب يبشر بمحاولات جدّية وناجحة لتقديم أدب أطفال إسلامي بأسلوب فنيّ جذّاب وشيّق يناسب احتياجات الطفل العقليّة، ولا يتعامل معه بأسلوب جاف هدفه فقط التلقين وتقديم المعلومات. ويُلاحظ أخيرًا، أنّ ظهور الحركة الإسلامية ممثّلة في جماعة الإخوان المسلمين ساعد في نشر أدب الأطفال الإسلامي، نظرًا لمساهمتها في نشر هذا الأدب عبر صُحفها ومجلاّتها وكتبها. [3]