وثيقة استقلال الدولة وحقوق الأقلية العربية الفلسطينية في وسائل الإعلام العبرية
##plugins.themes.bootstrap3.article.main##
##plugins.themes.bootstrap3.article.sidebar##
תקציר
تهدف هذه المقالة إلى الوقوف على ملامح صورة العربي الفلسطيني في وسائل الإعلام العبرية. تظهر وسائل الإعلام العبرية صورة الأقلية العربية الفلسطينية بشكل مشوه، نمطي وسلبي، وتتأثر هذه الصورة بالأفكار المسبقة وبالنظرة الاستعلائية، العرقية والنمطية لدى الأغلبية اليهودية عن الأقلية العربية الفلسطينية .
تعتبر وثيقة استقلال دولة إسرائيل مبادئ المساواة والحرية قيما مركزية لجميع مواطنيها العرب واليهود على السواء. لذلك، فإن المواطنين العرب يتمتعون وفق هذه الوثيقة بمواطنة جوهرية وحقيقية من الناحية النظرية فقط، كما أنّ لهم – حسب هذه الوثيقة أيضًا - حقوقًا متساوية في جميع ميادين الحياة أسوة باليهود.
وتؤكد وثيقة الاستقلال على مبادئ الديمقراطية ومن أهمها :مبدأ المساواة والحرية والعدل والسلام والتعددية الثقافية، فتنصّ على المساواة التامة في الحقوق اجتماعيا وسياسيا بين جميع رعاياها دون تمييز في الدين والعنصر والجنس، وتؤمِّن حرية الأديان والضمير وحرية التعبير عن الرأي والتعليم والثقافة والمحافظة على الأماكن المقدسة لدى كل الديانات.
رغم أهمية هذه الدعائم والقيم الديمقراطية التي تؤكد عليها وثيقة الاستقلال، إلا أن المواطنين العرب ينعتون بصفات سلبية، حيث ينظر إليهم على أنهم "تهديد ديموغرافي" و"تهديد استراتيجي" و"خطر على أمن الدولة"، وينظر إليهم كأعداء مشتبه بهم، ويصنَّف بعضهم "بالعرب الجيدين" وآخرون "بالعرب غير الجيدين"، وشبهوا مرة بـ "الصراصير المسممة"، ويطلق عليهم "فدائيون" أو "مخربون" أو "قتلة"، ويوصفون بأنهم "طابور خامس" وشبهوا كذلك بـ "الأفاعي ويجب تهشيم جماجمهم"، ويطلق عليهم "العرابيش القذرين وما شابة" وهناك أوصاف متعددة أخرى (انظروا الحاج، 2006؛ القاضي، 1994؛ כהן, 2006؛ Louer, 2007 ).
رغم ما تنص عليه الوثيقة فإن الأقلية العربية الفلسطينية تعاني منذ قيام الدولة من سياسة عدم المساواة والإجحاف في جميع ميادين الحياة، لذلك فإنها تناضل من أجل المساواة الصادقة لنيل الحقوق وتطبيق مفهوم "المواطنة" في الدولة.
إن محصلة إلصاق مثل هذه الصفات السلبية المشوشة والمنفرة ، النمطية والتعميمية على الأقلية من قبل الأكثرية، عبر وسائل الإعلام العبرية المختلفة، هي إحباط ثقافة الحوار بين الأطراف وإفشال فكرة التعايش المشترك بين الوسطين العربي واليهودي، الذي نصّت عليه وثيقة الاستقلال، بل وتؤدي إلى نمو الصراع والكراهية والعدائية والنفور بين مجتمع الأكثرية ومجتمع الأقلية.