ابـن الهبّـاريـّة شاعر مغمور من عصر السّلاجقة نسبه، آثاره، حياتـه، وعصره
محتوى المقالة الرئيسي
الشريط الجانبي للمقالة
الملخص
تعالج هذه المقالة موضوع الأدب في العصر الّذي اصطلح عليه اسم "عصر الدّويلات" في تاريخ الإسلام، وهي تسمية قد تكون ملائمة لهذا العصر بصورة كبيرة، إذ استقلّت أطراف الدّولة العبّاسيّة عن مركزها في بغداد، وصار لكلّ منها سلطان قويّ يعبّر عن استقلاليّتها الفعليّة عن مركز الخلافة، ولكنّها كانت تدين للخليفة بالولاء الشّكليّ، لتستمدّ منه شرعيّة كيانها كسلطة تابعة له، مع أنّ الخلافة أصلاً لم يكن لها أيّ نفوذ يذكر، حتّى في عاصمة الدّولة العبّاسيّة بغداد، حيث نرى أنّ الخليفة كان يخضع في كلّ فترة لسلطة إحدى السّلالات الّتي تجمّع بين يديها النّفوذ الّذي يؤهّلها للتّحكّم بالخلافة. وكانت هذه السّلالات تتبدّل وفقًا لتعاظم نفوذ بعضها على حساب بعضها الآخر، كالتّرك والبويهيّين والسّلاجقة، وغيرهم. وكثيرًا ما كان أولو النّفوذ من أبناء هذه السّلالات المختلفة يقومون بعزل الخلفاء وتعيّين من قد يخدمون مصالحهم مكانهم.
ولمّا كانت هذه القوى الصّاعدة الّتي أخذت مكان الخلافة غير عربيّة في معظمها، فقد تأثّر الأدب العربيّ بذلك قوّة وضعفًا، وذلك وفقًا لمدى رعاية هذه القوى للأدب والأدباء والعلم والعلماء. واخترنا الحديث عن عصر السّلاجقة المعروف بأنّه عصر الفتن والقلاقل السّياسيّة والأمنيّة المختلفة في بغداد وما يليها من المناطق الفارسيّة، معقل حكم السّلاجقة. وكان اسم " نظام الملك" قد برز من بين أعلام السّياسة السّلاجقة، وكان من جملة ما جعله في مقدّمة رجال الحكم ما بلغ من عنايته بالأدب والعلم وأهلهما، وما أنشأه من المدارس الّتي نسبت إليه في بغداد، المعروفة بالمدارس النّظاميّة.