الظاهر والمضمر في نص " الملك الحكيم" لجبران
محتوى المقالة الرئيسي
الشريط الجانبي للمقالة
الملخص
كان في إحدى المدن النائية ملك جبار حكيم، وكان مخوفًا لجبروته محبوبًا لحكمته.
وكان في وسط تلك المدينة بئر ماء نقي عذب، يشرب منها جميع سكان المدينة من الملك وأعوانه فما دونه، لأنّه لم يكن في المدينة بئر سواها.
وفيما الناس نيام في إحدى الليالي جاءت ساحرة إلى المدينة خلسة، وألقت في البئر سبع نقط من سائل غريب وقالت:
" كلّ من يشرب من هذا الماء فيما بعد يصير مجنونًا".
وفي الصباح التالي شرب كل سكان المدينة، وجنّوا على نحو ما قالت الساحرة. ولكن الملك والوزير لم يشربا من ذلك الماء.
وعندما بلغ الخبر آذان المدينة طاف سكانها من حي إلى حي ومن زقاق إلى زقاق وهم يتسارّون قائلين:
" قد جنّ ملكنا ووزيره. إن ملكنا ووزيره قد أضاعا رشدهما. إننا نأبى أن يملك علينا ملك مجنون. هيا بنا نخلعه عن عرشه!"
وفي ذلك المساء سمع الملك ما جرى فأمر على الفور بأن يملأ حق ذهبي (كان قد ورثه عن أجداده) من مياه البئر. فملأوه في الحال وأحضروه إليه. فأخذه الملك بيده إلى فمه. وبعد أن ارتوى من مائه دفعه إلى وزيره فأتى الوزير على ثمالته.
فعرف سكان المدينة بذلك، وفرحوا فرحًا عظيمًا جدًا لأن ملكهم ووزيره ثابا إلى رشدهما.