فن التزيين القرآني المملوكي "دراسة في مصادر الفن الإسلامي العالمية" – الجزء الأول
محتوى المقالة الرئيسي
الشريط الجانبي للمقالة
الملخص
امتلك القرآن الكريم مكانة خاصة في الحضارة الإسلامية عامة، وفي المملوكية بشكل خاص، بوصفه كتاب الله العظيم. وتشهد على ذلك الأعمال الفنية الهائلة والرائعة في نسخ المصاحف، التي تعود إلى فترة حكم المماليك
لقد تمت عمليات الترصيع والتزيين الأكثر جمالا وروعة في تاريخ الإسلام أيام حكم المماليك، حتى إنه لم يعرف عصر إسلامي آخر بمثل ما عرف به عصر المماليك من زخم حضاري في نسخ المصاحف، ومن ذائقة فنية نادرة في ترصيعها وتجليدها.
والأمر عائد إلى تطوير المماليك أٍسلوبا مميزا لهم في التعامل الفني مع النصوص الدينية، وبالذات المصاحف منها
والحق أن الأسياد المماليك (أو الأساتذة) أنموا مجموعة من الفنانين لتطوير خطة فنية غنية بالعناصر الترصيعية، ولإنتاج نماذج مختلفة من المخطوطات اليدوية المرصعة.
وتعكس المخطوطات اليدوية المملوكية أكثر الفترات التاريخية أهمية في تطوير صناعة فن المصاحف والنصوص الدينية الأخرى، فهي تعبر في الواقع عن انقلاب هائل في فنون التزيين والنسخ الإسلامية، وذلك في وقت تجلت في أهمية الوصاية (السيادة) المملوكية، التي لم تفتأ تشجع كل ما شابه أعمال الترصيع والنسخ هذه، لإيمانها بأن هذه الأعمال تخدم المسلمين عامة، وتقوي من شوكة المماليك الذين بحثوا عن كل شرعية تقوي حكمهم وتثبت حسن اضطلاعهم بالمسؤولية تجاه هذا الدين