أمثال الحيوان في ظلّ الإسلام
محتوى المقالة الرئيسي
الشريط الجانبي للمقالة
الملخص
يعتبر الحيوان رفيق الإنسان العربيّ الأوّل سواء في الحضر أو في البادية منذ الجاهليّة. وكان اعتناء الإنسان به كبيرًا جدًا، فهو يستخدمه للتّنقّل بواسطته وقت التّرحال من مكان إلى آخر، ويجد فيه ما يسدّ جوعه من لبن ولحم، كما شكّل بالنّسبة إليه مصدرًا للرّفاهيّة والمتعة، حيث كان يجد في مطاردته واصطياده تسلية وبطولة. ولم تتوقّف علاقة الإنسان بالحيوان عند هذه الحاجات الأساسيّة وممارستها، بل انبثقت عنها معارف وخبرات ظلّ محفورة في ذاكرة الحضارة العربيّة، وانتقلت إلى الحياة الجديدة بعد ظهور الإسلام. فقد كانت البيطرة والعلم بطبائع الحيوان من المعارف البارزة لدى العرب في الجاهليّة. وكان تأثّر العرب بعلم طبائع الحيوان قد ألقى بظلاله على مآثرهم الأدبيّة شعرًا ونثرًا؛ فرحنا نجد بين طيّات أشعارهم المتنوّعة اعتمادًا واضحًا على وصف الحيوان، وعلى استخدامه في الاستعارات والتّشبيهات البلاغيّة المختلفة. ولكنّنا أيضًا صرنا نجد فيما أثر عن الجاهليّين تراثًا خاصًّا بموضوع الحيوان وحده، كأمثال الحيوان الّتي نجدها في كتب الأدب العامّة؛ كالبيان والتّبيين للجاحظ ، وعيون الأخبار لابن قتيبة، والكامل في الأدب للمبرّد وغيرها، وكذلك في كتب الأدب الخاصّة؛ كمجمع الأمثال للميدانيّ، وجمهرة الأمثال للعسكريّ، والمستقصى في أمثال العرب للزّمخشريّ، وحياة الحيوان للدّميريّ، وغيرها. وسواء طالعنا النّوعيّة الأولى من المراجع المذكورة آنفًا، أو طالعنا النّوعيّة الثّانية، فإنّنا نجد نوعًا أدبيًّا قائمًا على اتّخاذ موضوع الحيوان أساسًا وعمدة، وهو "الخرافة التّعليميّة" أو " الفابولا" أو "الأمثولة"، أو كما سمّاها القدماء "أمثال الحيوان".