التعلم الاجتماعي- رافعة للتغيير في المدارس العربية تحليل حالة case study*
محتوى المقالة الرئيسي
الشريط الجانبي للمقالة
الملخص
تعتبر المدارس مراكز ثقافية, ليس فقط لكونها تتعامل مع تحصيل الطلاب الفكري بل لكونها جزءا من البيئة المحيطة والمجتمع الذي تقدم له خدماتها. تحدث في المدرسة عمليات تعليمية واجتماعية ووجدانية مختلفة.
تشير الأبحاث التربوية إلى وجود علاقة بين العلاقات الاجتماعية داخل الصف والمدرسة وبين عملية التعلم (شماك وشماك, 1978) حيث أن المناخ الاجتماعي والبيئة الصفية والمدرسية تساعد على تكوين سلوكيات التلاميذ. إن جزءا كبيرا من التعلم يحدث من خلال التفاعل الاجتماعي والعلاقات الإنسانية بين التلاميذ. إن نظرية التعلم الاجتماعي تؤكد أهمية العلاقات الإنسانية الإيجابية بين التلاميذ مثل حب المساعدة والمشاركة والشعور مع الآخرين وأثرها الإيجابي عل تحصيلهم التعليمي والاجتماعي(Bandura,1962).
كما تشير الأبحاث التربوية إلى وجود علاقة إيجابية بين الثقافة التنظيمية في المدرسة وبين قدرتها على التجديد والتطور (yin-cheong,1993;hargreaves,1995) لقد وجد أن الثقافة التنظيمية في المدارس العربية في إسرائيل تحتوي على عراقيل وعقبات تقف أمام تطور المعلم المهني (عيساوي, 2001).
إن تشجيع ودعم الإدارة في المؤسسة يعتبر عاملا مركزيا لتنمية ثقافة تنظيمية داعمة, حيث ينبغي أن تتحول الأقوال إلى أفعال. وعلى مدير المدرسة أن يشجع المعلمين ويشعرهم بالثقة ويدعم حب الاستطلاع عندهم ويقوم بالتشاور معهم حول تساؤلات وقضايا متعلقة بالمدرسة. إن تقوية التفاعل بين طواقم العمل المختلفة وبين المعلمين والتلاميذ في بيئة منفتحة في المدرسة تساعد على تدعيم العمل الإبداعي والمثير. إن بناء ثقافة تنظيمية تتسم بالمزايا التي ذكرت سالفا لا يحتاج الى طاقات مادية ومالية إضافية بل يحتاج إلى قيادة تقوم بفحص الإمكانيات الموجودة وتوظيفها بطريقة ناجعة من أجل تحقيق أهداف المدرسة.
اعتمادا على ما ذكر أعلاه قامت كلية الشريعة والدراسات الإسلامية- إعداد معلمين في باقة الغربية وبالتعاون مع الهيئتين الإدارية والتدريسية في إحدى المدارس الإعدادية بتحضير مبادرة تربوية تعتمد على نموذج التعلم الاجتماعي التجريبي.
لقد حققت المبادرة وفي زمن قصير نسبيا تحسنا في العلاقات الإنسانية بين التلاميذ وبينهم وبين المعلمين. كما أنها حسنت الدافعية والانفتاح عند المعلمين والطلاب.
إن النتائج التي حصلنا عليها من آليات القياس ومن خلال المقابلات مع المعلمين والطلاب والإدارة تبعث على التفاؤل بأنه من الممكن أن نحدث لقاء أكثر تفاعلا وأكثر ناجعا بين مختلف أطراف العملية التربوية داخل الصف والمدرسة.