الترانسيندنتالي يتسلّق على أكتاف الواقع: تعدّد الّلغات وتناوبها في رواية سحر خليفة
##plugins.themes.bootstrap3.article.main##
##plugins.themes.bootstrap3.article.sidebar##
תקציר
تتجاور في رواية سحر خليفة لغات، تشكّل لغة السرد الفصحى المعياريّة فيها الخلفيّة التي تبرز الانحراف الجمالي المتعمّد للّغة الشعريّة من جهة ولغة الواقع المعيش من جهة ثانية.
وإذا كانت اللغة المعياريّة ومن ثمّ اللغة العاميّة فعاميّة المثقّفين تهدف إلى التوصيل والى الإيهام بالواقع ومعايشته، فإنّ هذا التوصيل يتقهقر إلى الوراء في اللغة الشعريّة؛ لأنّ اللغة الشعريّة أساسًا لا تهدف إلى التوصيل وإنّما هي معنيّة في الأساس بإبراز العناصر الجماليّة. إنّ العناصر الجماليّة التي تتضمّنها اللغة الشعريّة في رواية سحر خليفة تسهم في التسلّق على أكتاف الواقع الثقيل الوطء لبعض الوقت كملاذ من دوّامية الأحداث المتلاحقة.
تتوازى إذن الرغبة في الابتعاد ولو قليلاً عن تيار الأحداث التي تجسّدها لغة الحياة، مع لغة الشعر بوصفه أكثر الأشكال الأدبيّة هروبًا وبعدًا عن لغة الواقع.
في مستوى آخر يعتبر هذا التجاور والتناوب في اللغات بمثابة المثال الترانسيندنتالي، كبديل للواقع الأرضي البائس والمملول سواء على مستوى السياسة والاحتلال أم على مستوى المرأة المسحوقة الممتهنة في مجتمع ظالم.