الجيل الجديد والعصبية الحمائلية في الوسط العربي
محتوى المقالة الرئيسي
الشريط الجانبي للمقالة
الملخص
في محاولة لمعرفة مدى ارتباط أبناء الجيل الجديد "بالعصبية الحمائلية" في ضوء التغيرات التي يمر بها الوسط العربي اليوم أجريت هذه الدراسة، وقد توصلت إلى نتيجة مفادها أن "العصبية الحمائلية" عند أبناء الجيل الجديد تأخذ منحى يختلف عن المنحى المعروف عند ابن خلدون (الطاعة العمياء والانصياع التام لأوامر القبيلة إلى درجة التضحية بالنفس). "العصبية الحمائلية" أصبحت وسيلة لتحقيق "مصالح شخصية" (عمل، هيبة، قيادية، ضمان اجتماعي...الخ) وليس من أجل "مصالح جماعية". فالتغيّر الديموغرافي في القرية يشير إلى تغيّر في الخارطة الحمائلية، وفي طبيعة العلاقات الاجتماعية بين سكان القرية أنفسهم. لقد اتضح في هذه الدراسة أن التغيرات في هذا المجال أضعفت من الحمولة ووظائفها ولكنها رغم ذلك حافظت على رغبتها في اجتذاب أبناء الجيل الجديد إليها. والتغيّر الاجتماعي جعل أبناء الجيل الجديد يتبنّون مبدأ "الفردانية" على حساب مبدأ "الجماعية" لتحقيق ذاتهم بعيدين عن الحمولة، لكنهم سرعان ما يجدون أنفسهم منجذبين إلى الحمولة بعدما اتضح لهم عدم واقعية "الفردانية" بعيدا عن الحمائلية. أما المدرسة، فإنها في مناهجها الدراسية وفي بنيتها الاجتماعية لا تساهم في إضعاف "العصبية الحمائلية" وهي تتأثر بالبيئة الاجتماعية المفعمة بالحمائلية من حولها. أما أكدمة الوسط العربي فلم تثن الأكاديميين عن العودة إلى الحمائلية والتشبث بها، لأن البطالة بينهم والاغتراب الاجتماعي من المجتمعات التي درسوا بها وعدم منحهم سهولة الاندماج في أطر المجتمع المختلفة، دفعتهم إلى ساحة الحمولة كملاذ من هذه الأزمات المصيرية.